الإثنين 29 ابريل 2024

صلاح حليمة: الأمن القومي المصري والسوداني وجهان لعملة واحدة

السفير صلاح حليمة

تحقيقات29-2-2024 | 20:45

أماني محمد

قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق، إن زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني مصر اليوم، تكتسب أهمية بالغة في هذا التوقيت، حيث جاء إلى مصر عقب زيارة أجراها إلى ليبيا، لبحث العديد من القضايا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تناولت المباحثات قضايا الشق الثنائي والموضوعات ذات الاهتمام المشترك والإقليمية.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الزيارة تكتسب أهمية من حيث مناقشة ملف الأزمة السودانية وكذلك القضية الليبية، ومن حيث التوقيت، فهي تأتي في الوقت الذي تقوم به القوات المسلحة السودانية بإنجازات ناجحة على أرض الواقع فيما يتعلق بمواجهة قوات الدعم السريع، إذ نجحت القوات المسلحة السودانيةى تقريبا في السيطرة على الخرطوم بشكل شبه كامل والتوجه نحو مناطق اخرى وبالتالي الميزان العسكري على الارض أصبح كما كان عليه إلى حد كبير. 

وأشار إلى أن الأزمة السودانية بها العديد من التعقيدات وفي الوقت نفسه هناك فرص ومبادرات لتسوية الأزمة، والدور المصري الممكن في هذا الصدد مهم، إذ أن هناك مبادرة مجتمعية مطروحة من جانب المجلس المصري للشئون الخارجية، يجري المضي فيها وحتى تكتمل ربما سيكون لمصر دور محوري فيها سواء كان من جانب المجتمع المدني أو المجتمع المصري أو بدعم من الجانب الرسمي المصري. 

ولفت إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار علاقات مصرية سودانية، في الإطار الثنائي متعدد الروافد، سواء ما يتعلق بالجانب المني والعسكري أو الجانب السياسي او الجانب الاقتصادي او الاجتماعي بشقيه الصحة والتعليم والثقافة، موضحا أنه كان هناك مناقشات وتفاهمات بشأنها على النحو الذي يدفع في اتجاه تنمية وتطوير العلاقات الثنائية، وما يجمع البلدين من ثوابت الجغرافيا أو وقائع التاريخ او الروابط الثقافية فضلا عن رابطة مياه النيل وأيضا البحر الأحمر، الذي اكتسب أهمية كبيرة في الوقت الحاضر في إطار العلاقات بين البلدين، وما يواجهه كلاهما من تحديات في هذه المنطقة. 

وأضاف أن هذا يؤثر على الأمن القومي المصري والسوداني كلاهما فعملة وجهان لعملة واحدة، والمصالح المشتركة بينهما في كافة المجالات تدفع نحو ضرورة أن تكون الشراكة الاستراتيجية القائمة بينهما ليست فقط في إطار التعاون وإنما التحالف والتكامل على المستوى المستوى الاقتصادي والاجتماعي، موضحا أن منطقة البحر الأحمر تموج بتحركات تزعزع الأمن والاستقرار، وهي قضية محل اهتمام مشترك بين مصر والسودان.

وأكد أن القضية الفلسطينية وضرورة وقف إطلاق النار في غزة والتوجه نحو توفير المساعدات بشكل كامل وآمن وتبادل الرهائن من الجانبين بشكل كامل، كانت أيضا محل نقاش واهتمام من الزعيمين، للتأكيد على ضرورة حل القضية الفلسطينية بناءا على حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، وأن المقاومة الفلسطينية هي مقاومة مشروعة ضد احتلال ليس له حق الدفاع عن النفس كما تدعى إسرائيل، موضحا أن هناك موقف واحد بين الجانبين في هذا الصدد. 

وشدد على أن الأزمة السودانية كانت محل اهتمام من الجانبين في ظل حرص مصر على تحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء الصراع الدائر هناك، على النحو الذي يتفق ورغبات وتوجهات الشعب السوداني، وكان هناك ايضا اهتمام بتطورات الأوضاع في الصومال في إطار التحركات الإثيوبية، المزعزعة للأمن في البحر الاحمر من خلال مذكرة التفاهم التي تمت بين إثيوبيا وأرض الصومال في إطار الشراكة والتعاون والحصول على منفذ بحري سيادي يتم فيه إنشاء قاعدة عسكرية وأنشطة تجارية إثيوبية، وهو أمر لم يلقى أي تأييد بل بالعكس إدانة ورفض واعتبار مثل هذه المذكرة باطلة.

ولفت إلى أن الجانبين المصري والسوداني على اتفاق في هذا الصدد باعتبار أن هذا التصرف من جانب إثيوبيا يؤدي لزعزعة الأمن والاستقرار، هذا بجانب قضية سد النهضة، ومن المؤكد تناولها في إطار أن دولتي المصب ترفضان التصرفات الأحادية وفرض الأمر الواقع وأن السد يعد مسألة تهدد الوجود والحياة في كلا الدولتين، موضحا أن التنسيق والتشاور بين مصر والسودان في كافة هذه القضايا سواء على المستوى الثنائي أو المستوى المتعدد مهم، على النحو الذي يدفع نحو تحقيق الأمن والاستقرار في السودان وبالتالي في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر للوصول إلى رؤية مشتركة نحو سبل تسويتها على النحو المنشود.

Dr.Randa
Dr.Radwa