أكد رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية السفير محمد العرابي، أن مصر تبذل جهوداً حثيثة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس قبل بدء شهر رمضان الكريم، وتحرص على استمرار إدخال المساعدات إلى قطاع غزة رغم كل المعوقات والتحديات.
ولفت العرابي - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش استضافة المجلس اليوم /الاثنين/ لوفد من معهد الاقتصاد والسياسة الدولية بصربيا - إلى مساعي مصر للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والاستمرار في فتح معبر رفح أمام الحالات الحرجة والمساعدات الإغاثية، علاوة على عمليات الإنزال الجوي لنجدة المواطنين العالقين داخل القطاع دون ماء أو طعام أو دواء.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق أن الوفد الصربي نقل خلال نقاشاته مع مجلس الشئون الخارجية، إشادة "بلجراد" بدور مصر الكبير وجهودها المتواصلة لمحاولة نزع فتيل الأزمة في قطاع غزة وإغاثة الفلسطينيين بجانب مساعيها للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن هناك تقديراً كبيراً من الجانب الصربي للتحركات الدبلوماسية المصرية المكثفة لاحتواء الأزمة الحالية في قطاع غزة، بجانب دعم جهود الوساطة المصرية لإنهاء الوضع المتدهور في القطاع والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
وسلط الضوء على أن هناك قاسماً مشتركاً مصرياً صربياً تجاه التعاطي مع القضية الفلسطينية، حيث تدعم "بلجراد" حل الدولتين وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك القرار المطالب بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فضلا عن أن صربيا اعترفت بالدولة الفلسطينية ولها علاقات دبلوماسية كاملة معها.
وشدد على أن العلاقات المصرية الصربية تشهد زخماً وتطوراً إيجابياً في الفترات الأخيرة، وخاصة في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السيسي لصربيا في يوليو 2022 والتي تعد أول زيارة لرئيس مصري إلى بلجراد بعد 35 عامًا، ما أعطى دفعة قوية للتعاون الثنائي، مذكراً بان تلك الزيارة شهدت الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وصربيا.
وتابع أن البلدين يحرصان على استثمار ما يربطهما من علاقات تاريخية ثرية سواء على المستوى الثنائي منذ بدء العلاقات الدبلوماسية في عام 1908، أو على المستوى مُتعدد الأطراف، وذلك من خلال دورهما البارز في تأسيس حركة عدم الانحياز، ما منح قوة دفع جديدة وزخما إضافيا لتطوير علاقاتهما الثنائية بما يصب في صالح الشعبين الصديقين على كافة المستويات.
ونوه بأن العلاقات المشتركة بين البلدين تشهد تميزاً على كافة المستويات، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية والسياحية والتعليمية والصحية والثقافية والتكنولوجية، مشيداً بتطور وتيرة التعاون الثنائي بين البلدين، لا سيما في ظل الزيارات المتبادلة للمسئولين بين الجانبين.
واختتم العرابي بأن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وصربيا تركز على أهمية التنسيق السياسي في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والحفاظ على السلام الدولي واحترام السيادة والسلامة الإقليمية، ودعم التعاون في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في كافة المجالات.