الإثنين 25 نوفمبر 2024

عرب وعالم

الجارديان: لا تأثير للوضع السياسي الأمريكي على البورصة في المدى القصير

  • 6-3-2024 | 10:13

الوضع السياسي الأمريكي

طباعة
  • دار الهلال

بحثت صحيفة الجارديان البريطانية، في وضعية الانفصال الغريب بين سوق الأوراق المالية "البورصة" الصاعدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وما وصفته بالحالة "الحزينة" التي تعيشها السياسة الأمريكية في ظل ما تمر به الولايات المتحدة من فترة تسبق إجراء انتخابات الرئاسة في الخامس من نوفمبر القادم.

وأرجعت الصحيفة، في تقرير لها، الانفصال بين ازدهار سوق الأوراق المالية، وما وصفته بأزمة تواجه الديمقراطية الأمريكية، إلى اعتقاد البورصة أن تأثير الرئيس الأمريكي على الاقتصاد المحلي محدود، على الأقل في المدى القصير، مضيفة أنه ربما يعتقد المستثمرون أن الذكاء الاصطناعي ينتصر على كل شيء حيث تمثل شركاته حصة كبيرة من المكاسب الأخيرة التي حققتها سوق الأوراق المالية.

وذهبت الجارديان، إلى أن هذا التفسير يتجاهل العواقب الاقتصادية طويلة المدى لقرارات السياسة المحتملة مثل التراجع عن التجارة الحرة، مشيرة إلى أن هذا المجال يبدو أن الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مصممان على التفوق فيها على بعضهما البعض.

وذكرت الصحيفة أنه عندما يتعلق الأمر بالهجرة، وهي مصدر قلق كبير للناخبين، فإن القيود التي فرضها ترامب على الهجرة من شأنها أن تعرقل هجرة ذوي المهارات العالية للولايات المتحدة، في حين أن سياسة الحدود المفتوحة التي ينتهجها بايدن غير منطقية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ربما يدرك المستثمرون أن الناخبين في الولايات المتحدة أصبحوا منقسمين بشدة إلى الحد الذي يجعل من غير المرجح أن يتمكن أي رئيس من السيطرة على مجلسي الكونجرس لأكثر من عامين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ومع تحول الأزمة السياسية إلى العرف في واشنطن، فإن شركات التكنولوجيا الكبرى التي تمثل حصة كبيرة من المكاسب الأخيرة التي حققتها سوق الأوراق المالية، بسبب طفرة الذكاء الاصطناعي، من غير المرجح أن تواجه تنظيمات مكافحة الاحتكار.

ويعتبر قانون مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة مجموعة من القوانين الفيدرالية في الغالب، بحيث ينظم سلوك الشركات التجارية، ويهدف بشكل عام إلى تعزيز المنافسة ومنع الاحتكارات.

ولفتت الصحيفة إلى أن إصدار الرئيس الأمريكي جو بايدن أمرا تنفيذيا شاملا يهدف إلى "إدارة المخاطر" التي يفرضها صعود الذكاء الاصطناعي. بيد أن الجارديان ذكرت أنه ونظرا للجهود الباهتة التي تبذلها الإدارة لكبح جماح صناعة التكنولوجيا، يظل من غير الواضح كيف تنوي واشنطن إدارة هذه المخاطر.

كما أشارت الصحيفة إلى تعرض لينا خان رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، وهي واحدة من القلائل الذين حاولوا تنشيط سياسة مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، لتدقيق وانتقاد شديدين من قبل وسائل الإعلام.

وشددت "الجارديان" على أن سبب الارتفاع الحالي في سوق الأوراق المالية يعود جزئيا للتوقعات بأن الذكاء الاصطناعي سيظل غير خاضع للتنظيم، على الرغم من عمليات الإبدال المحتمل لعشرات الملايين من العمال، والتهديد بعدم الاستقرار السياسي، وتشويه الخطاب العام.

وذكرت الصحيفة أنه يمكن لصناعة الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف أن تحشد ما يكفي من القوة السياسية لقمع أي محاولة لتنظيمها.

ولفتت الصحيفة إلى أنه وفي الوقت نفسه، يمكن للمحكمة العليا قريبا إلغاء أو تقييد قوانين في تكساس وفلوريدا تسعى إلى منع شركات وسائل التواصل الاجتماعي من إصدار أحكام تحريرية معينة حول المنشورات التي يتم تداولها على منصاتها.

وأشارت إلى أنه في حين يبدو معظم القضاة حذرين بشأن تنظيم المحتوى عبر الإنترنت، فليس هناك شك في أن منصات وسائل الإعلام الاجتماعية وغرف صدى المعلومات غير الخاضعة للتنظيم قد أدت إلى تفاقم العديد من المشاكل في أمريكا، وخاصة الاستقطاب السياسي وأزمة الصحة النفسية.

وذكرت الصحيفة أن المخاطر التي يفرضها الذكاء الاصطناعي تتجاوز بكثير تلك المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنه بالرغم من أن هذه التكنولوجيات الناشئة تحمل وعدا بتحسين أنظمتنا القانونية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية، فإنها قد تعطلها بنفس السهولة في غياب الرقابة التنظيمية.

ولفتت "الجارديان" إلى أن تطور التنظيم المالي يقدم رؤى قيمة حول كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي دون التضحية بالابتكار، مشيرة إلى أن الهيئات التنظيمية كثيرا ما تكافح من أجل تحقيق التوازن بين الكفاءة والمخاطر. وأضافت الصحيفة لكنه وبعد الأزمة المالية عام 2008، تمكنت الهيئات التنظيمية من تنفيذ تدابير صارمة أعاقت كفاءة السوق، ولكنها مكنت البنوك أيضا من الصمود في وجه صدمة كوفيد - 19 والضغوط التضخمية اللاحقة.

وذهبت الصحيفة الى القول: "إن فوز بايدن سيكون أكثر قابلية للتنبؤ به، خاصة إذا احتفظ الديمقراطيون بمجلس الشيوخ واستعادوا السيطرة على مجلس النواب. وأشارت إلى أن هذا قد يؤدي على الأرجح إلى ارتفاع أسعار الفائدة بشكل كبير، وهو ما من شأنه أن يقيد الطلب الخاص، إلى جانب ضغوط طفيفة على بنك الاحتياطي الفيدرالي لحمله على خوض المزيد من المجازفات فيما يتصل بالتضخم".

واختتمت الصحيفة تقريريها بالقول "نظرا للتحديات والضبابية التي تواجه اقتصاد الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي، فمن الصعب أن نرى كيف قد يستمر ازدهار سوق الأوراق المالية الحالي، بصرف النظر عمن سيفوز في نوفمبر القادم".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة