الإثنين 29 ابريل 2024

حتى لا ننسى | أبطال معركة أكتوبر المجيدة

شهداء مصر

تحقيقات9-3-2024 | 11:13

محمود غانم

تحتفل مصر، اليوم السبت، بـ "يوم الشهيد" والذي يأتي تخليداً لمن بذلوا دمائهم من أجل هذا الوطن.

يأتي الاحتفال، بـ "يوم الشهيد" في 9 مارس من كل عام، حيث يوافق ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض فى عام 1969، حينما توجه للجبهة فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق.

وبمناسبة ذلك اليوم لايمكن أن ننسى شهداء حرب أكتوبر 1973، الذين سطروا التاريخ بأحرف من نور، ودونوا ملحمة عجز التاريخ عن تدوينها، وفي السياق التالي نستعرض أبرز الأسماء التي تتعلق بالحرب المجيدة.

ومنهم الشهيد أحمد حمدي الذي لقى حتفه بينما كان يشارك وسط جنوده في إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة.

وفي النقاط التالية نستعرض أبرز المعلومات عن الشهيد الراحل: 

- ولد أحمد حمدي في 20 مايو عام 1929، وكان والده من رجال التعليم بمدينة المنصورة.

- تخرج الشهيد في كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، وفي عام 1951 التحق بالقوات الجوية، ومنها نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954.

- حصل الشهيد على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالإتحاد السوفيتي بدرجة امتياز.

- أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 أظهر اللواء بطولة واضحة حينما فجر بنفسه كوبري الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه.

- أطلق عليه زملاؤه لقب "اليد النقية" لأنه أبطل مفعول آلاف الألغام قبل انفجارها وكان معروف عنة مهارتة وسرعتة في تفكيك الألغام ودرّب أجيال في هذا المجال.

- عند صدور أوامر الانسحاب في حرب 1967 رفض الإنسحاب إلّا بعد أن يقوم بتدمير خطوط توصيل المياه بسيناء وبالفعل دمّر خطوط مياه سيناء حتى لا تقع في يد العدو.

- كان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو ولم تكن هناك سواتر ترابية أو أي وسيلة للمراقبة وقتها، وقد نُفذت هذه الفكرة واختار هو مواقع الأبراج بنفسه.

- تولى قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني الميداني وكانت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر 1973.

وفي حرب أكتوبر 1973، تحديداً في يوم 14 من الشهر ذاته، وبينما كان يشارك وسط جنوده في إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، أصيب بشظية متطايرة وهو بين جنوده، كانت هي الإصابة الوحيدة لكنها كانت قاتلة، حيث استشهد على إثرها وسط جنوده كما كان بينهم دائما.

 

الشهيد إبراهيم الرفاعي 

مع الضربة الجوية الأولى، انطلقت كتيبة الصاعقة التي يقودها البطل إبراهيم الرفاعي في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة.

في 18 أكتوبر، تم تكليف مجموعته بمهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة "الدفر سوار" لتدمير المعبر الذي أقامه العدو لعبور قواته.

وصلت الكتيبة فجر 19 أكتوبر في نفس الوقت الذي تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في اتجاه طريق الإسماعيلية - القاهرة.

يبدأ الرفاعي في التحرك بفرقته، فيصل إلى منطقة "نفيشه" في صباح اليوم التالي، ثم جسر "المحسمة"، حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات ، احتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر "المحسمة" إلى قرية "نفيشه" لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة.

ومع وصول مدرعات العدو، انهالت عليها قذائف "آربي جي" لتثنيه عن التقدم، ويرفض الرفاعي هذا النصر السريع، ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات.

وبينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضارياً مع مدرعات العدو، تسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة، حيث استشهد على إثرها.

 

الشهيد عاطف السادات 

دائماً ما تحدث الرئيس الراحل أنور السادات عن الشهيد الراحل بقوله:"كان ابني.. كان أغلى من أولادى" حيث كان على رأس قائمة شهداء أكتوبر ضمن 11 طياراً استشهدوا فى يوم 6 أكتوبر خلال الضربة الجوية الأولى. 

وكان من المقرر أن يشارك "عاطف" فى الضربة الجوية الثانية، إلا أنه طلب بإلحاح أن يكون ضمن المشاركين فى الضربة الأولى، واستجاب له قائده خاصة لما عرف عنه من براعة خلال حرب الاستنزاف. 

وفي غضون الضربة الجوية الأولى، حلق بطائرته فوق سيناء ليفجر فى طلعته الأولى راداراً ومركز قيادة صواريخ الهوك اليهودية المحيطة بالمطار، ثم قام بدورتين كاملتين للتأكد من تدمير هدفه، وفى الدورة الثالثة وعقب تبليغه بإتمام مهمته عبر اللاسلكى، أصيبت طائرته بصاروخ إسرائيلى لينال الشهادة.

 

المقدم طيار مصطفى محمد زكى المغربى

تخرج من الكلية الجوية ببلبيس عام 1966، شارك في حرب اليمن ثم سافر إلى سوريا عام 1970، لتدعيم الطيران السوري ثم مرة اخرى إلى سوريا في سبتمبر من عام 1973 في، وقاد سرب فى 6 اكتوبر 1973 ثم قام سربه فى يوم 8 اكتوبر بضرب مدرعات العدو فى جنوب سيناء ممر متلا.

وقد كان لضرب مركز قيادة العدو ومحطة الرادار والتشويش فى أم خشيب أثر كبير فى معركة التحرير، واستمر خروج الأسراب من مطار القطامية لضرب تجمعات العدو طوال مدة الحرب بالرغم من غارات العدو على المطار.

وفى يوم 18 اكتوبر، اشتبك سربه فى معركة لضرب مدرعات للعدو شرق فايد وقد استشهد فى هذه المعركة، وكان يحمل على صدره شارة رقم 1 الدالة على انه من الطيارين الممتازين.

 

الشهيد العقيد محمد زرد

بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس أضخم مانع مائي عرفه التاريخ وقف خط بارليف المحصن حاجزاً أمام عبور القوات المصرية إلى قلب سيناء إلا إن الهجوم الكاسح أسقط كل هذه الحصون إلا نقطة واحدة بقيت مستعصية على السقوط في أيدي القوات المصرية.

وفشلت المجموعة المصرية في اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونة في الأرض لها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية.

وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن أن الأعلام المصرية أصبحت ترفرف فوق جميع حصون بارليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذي فشلت معه كل الأساليب العسكرية للفرقة المواجهة له. 

هنا تطوع العقيد محمد زرد ويصر على مهاجمة الحصن فقد سبق له مهاجمته أثناء حرب الاستنزاف،  وإذا بالأرض تنشق عن العقيد محمد زرد يجري مسرعاً تجاه جسم الموقع متحاشياً الرصاص الإسرائيلي المنهمر بغزارة من الموقع ومن ثم اعتلاه وألقى بقنبلة بداخله عبر فتحة التهوية وبعد دقيقتين دلف بجسده إلى داخل الحصن من نفس الفتحة وسط ذهول فرقته التي كان قائداً لها، وخلال انزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة وجه له الجنود الإسرائيليين من داخل الموقع سيل من الطلقات النارية أخرجت أحشائه من جسده.

وفي هذه اللحظات تأكدت فرقته من استشهاده وما هى إلا ثوان معدودة وإذا بباب الحصن يفتح من الداخل ويخرج منه العقيد محمد زرد ممسكاً أحشاؤه الخارجة من بطنه بيده اليسرى واليمنى على باب الحصن تضغط عليه بصعوبة لاستكمال فتحه ويتقدم مقتحمًا الحصن صارخاً : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ويلحق به الرجال وتدور معركة شرسة بالأيدي والسلاح ويتعالى صراخ اليهود ثم ينتهي وقد سقط الحصن في يد رجال زرد ، وقبل أن يفارق الحياة لمس علم مصر وهو يرتفع فوق أخر حصون خط بارليف أقوى حصون العالم في التاريخ العسكري وعندها فقط يبتسم زرد ويرحل إلى الجنة في سلام.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa