السبت 27 ابريل 2024

علماء ومفكرون في الإسلام.. «الإمام ابن حزم» (30:2)

الإمام ابن حزم

ثقافة12-3-2024 | 14:58

بيمن خليل

ظهر في تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء المسلمين البارزين الذين قدّموا إسهامات مهمة في مختلف المجالات المعرفية، مثل: العلوم التطبيقية والدينية واللغوية والفلسفية والطبية والاجتماعية، فقام هؤلاء العلماء بتأسيس مناهج وقواعد علمية راسخة في أشهر العلوم، أفادت البشرية جمعاء إلى يومنا هذا.

وفي سلسلة نُقدّمها بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان المبارك لعام 1445 هجرية، سنتعرّف كل يوم على أحد هؤلاء العلماء المسلمين البارزين، ونستعرض إسهاماتهم على مرّ التاريخ في ميادين المعرفة المختلفة.

وسنبدأ في الحلقة الأولى اليوم بالتعريف بأشهر وأبرز علماء اللغة العربية والأدب، وما قدّموه من آثار جليلة غنّت هذا الفنّ. 

الإمام ابن حزم

يعد الإمام ابن حزم (30 رمضان 384 هـ / 7 نوفمبر 994م - 28 شعبان 456 هـ / 15 أغسطس 1064م)، أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وهو إمام حافظ. فقيه ظاهري، ومجدد القول به. كما أنه أديب، وشاعر، وفيلسوف.

ولابن منزلة علمية كبيرة، وكان ينادي بالتمسك بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة ورفض ما عدا ذلك في دين الله، حيث أنه لا يقبل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة التي يعتبرها محض الظن.

وصف بن القيم ابن حزم بأنه "منجنيق العرب أو الغرب" حيث انه كان شديد التتبع لآثاره وكتبه، وكانت الناس تضرب المثل به، وقيل عنه: «سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان»، فلقد كان ابن حزم يبسط لسانه في علماء الأمة وخاصة خلال مناظراته مع المالكية في الأندلس، وهذه الحدة أورثت نفورًا في قلوب كثير من العلماء عن ابن حزم وعلمه ومؤلفاته، وكثر أعداؤه في الأندلس.

ويعتبر ابن حزم أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وله العديد والعديد من المرلفات في مختلف المجالات، فله في الأدب كتاب "طوق الحمامة"، كما أنه وشرح منطق أرسطو وأعاد صياغة الكثير من المفاهيم الفلسفية، وهو أول من قال بالمذهب الاسمي في الفلسفة الذي يلغي مقولة الكليات الأرسطية (الكليات هي أحد الأسباب الرئيسة للكثير من الجدالات بين المتكلمين والفلاسفة في الحضارة الإسلامية وهي أحد أسباب الشقاق حول طبيعة الخالق وصفاته).

وعن عدد مؤلفاته يقول ابنه أبو رافع الفضل أن مبلغ تآليف أبي محمد هَذَا فِي الفقه والحديث والأصول والتاريخ والأدب وغير ذَلِكَ بلغ نحو أربع مئة مجلد تشتمل عَلَى قريب من ثمانين ألف ورقة.

Dr.Randa
Dr.Radwa