الثلاثاء 7 مايو 2024

كيف ستتعامل أوروبا مع روسيا بعيدًا عن حرب أوكرانيا؟

حرب أوكرانيا

عرب وعالم13-3-2024 | 12:37

دار الهلال

يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إستراتيجية شاملة للتعامل مع روسيا، منفصلة عن سياسته تجاه أوكرانيا، لأن تصرفات موسكو تتجاوز الحرب في أوكرانيا، وتشمل تقويض الرقابة على الأسلحة، والتدخل في شؤون الاتحاد الأوروبي، واستخدام الطاقة والهجرة كوسيلتي ضغط.

ولمعالجة ذلك، ذكرت ماري دومولين الخبيرة في الملف الأوروبي أنه يجب على الاتحاد الأوروبي التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية هي: دعم الدول المجاورة لروسيا، والحدّ من نفوذ روسيا العالمي، والاستعداد للتغيير المحتمل داخل روسيا.

ويشمل ذلك، بحسب دومولين "مساعدة الدول المجاورة على تعزيز قدرتها على الصمود والسيادة، وتقديم الدعم لأوكرانيا ومولدوفا في مجالات، مثل: الأمن وتكامل الطاقة، ووضع سياسة تجاه بيلاروسيا، تحافظ على إمكانية تحقيق مستقبل مستقل وديمقراطي."

وللحد من النفوذ العالمي لروسيا، يرى خبراء أوروبيون أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يذهب إلى ما هو أبعد من الاستماع إلى مخاوف الدول الفقيرة، واتخاذ إجراءات لمعالجة قضايا، مثل: نقص الغذاء والطاقة.

كما ينبغي أن يتصدى لعمليات النفوذ الروسي، وأن يدعم الصحافة الاستقصائية، وأن يتحدّى روسيا في المنظمات متعددة الأطراف.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يكون مستعدًا لاحتمال حدوث تغيير في روسيا، ومواصلة دعم منظمات المجتمع المدني مع الحفاظ على القنوات الدبلوماسية والتواصل مع المجتمع الروسي.

وقد أشار رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشال إلى أن العقوبات ستظل جزءًا أساسيًّا من نهج أوروبا تجاه روسيا، ولكن ينبغي تكييفها وفرض عقوبات ثانوية لردع الدول عن التعاون مع روسيا في تجاوز العقوبات.

كما ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يوضح العقوبات التي يجب أن تظل سارية، والعقوبات التي يمكن رفعها في حال التوصل إلى تسوية. لضرورة إبقاء الأوروبيين على قنوات اتصال مفتوحة مع روسيا، والسعي إلى تفادي التعارض في بعض القضايا بدلًا من الاعتماد على قوى أخرى.

من جهته، أصدر المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بلاغًا مشتركًا حول علاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا. ويقدم البلاغ توصيات بشأن تعزيز تنفيذ سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا.

وينبغي أن تقوم الرؤية المشتركة للعلاقة المستقبلية مع روسيا على أساس التطلع إلى دولة طبيعية تحترم حدودها، ولا تسعى إلى الهيمنة على جيرانها. كما ينبغي على الأوروبيين أن يتحدّوا رواية النظام التطبيعية، والتأكيد أن الحياة الطبيعية غير ممكنة أثناء الحرب. كما ينبغي على الأوروبيين أيضًا أن يفحصوا تصوراتهم الخاصة عن روسيا، وأن يتخلوا عن المفاهيم الجوهرية.

من هنا، اعترفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بتعقيدات العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، مؤكدة الحاجة إلى تحديد التحديات والفرص مع الدفاع عن القيم والمصالح الأساسية.

إلا أن الممثل السامي، نائب الرئيس جوزيب بوريل، أقر بأن تجديد الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا يبدو غير مرجّح في ظل الظروف الحالية، لكنه يقترح استكشاف مسارات لتحسين العلاقة تدريجيًّا، إذ إن الوحدة عبر الأطلسي، والمرونة المحلية أمران حاسمان لإستراتيجية فعالة تجاه روسيا. 

فالاتحاد الأوروبي المرن الذي يدعم مصالحه سيكون مجهزًا بشكل أفضل لإدارة المواجهة مع روسيا. ومن خلال إستراتيجية احتواء حديثة، يمكن للاتحاد الأوروبي حماية مصالحه، ودعم جيران موسكو، والاستعداد للتغييرات المحتملة داخل روسيا.

Egypt Air