الأحد 28 ابريل 2024

علماء ومفكرون في الإسلام | « ابن النفيس » (30-4)

ابن النفيس

ثقافة14-3-2024 | 14:57

بيمن خليل

ظهر في تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء المسلمين البارزين الذين قدّموا إسهامات مهمة في مختلف المجالات المعرفية، مثل: العلوم التطبيقية والدينية واللغوية والفلسفية والطبية والاجتماعية، فقام هؤلاء العلماء بتأسيس مناهج وقواعد علمية راسخة في أشهر العلوم، أفادت البشرية جمعاء إلى يومنا هذا.

وفي سلسلة نُقدّمها بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان المبارك لعام 1445 هجرية، سنتعرّف كل يوم على أحد هؤلاء العلماء المسلمين البارزين، ونستعرض إسهاماتهم على مرّ التاريخ في ميادين المعرفة المختلفة.

وسنبدأ في الحلقة الأولى اليوم بالتعريف بأشهر وأبرز علماء اللغة العربية والأدب، وما قدّموه من آثار جليلة غنّت هذا الفنّ.

ابن النفيس

يعد ابن النفيس (607هـ/1213م، دمشق - 687هـ/1288 م) من أبرز وأشهر العلماء الموسوعيين والأطباء المسلمين، لما له من إسهامات كثيرة في الطب، ويعتبر مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن.

عين ابن النفيس رئيسًا لأطباء مصر، ويعتبره كثيرون أعظم فيزيولوجيّي العصور الوسطى، وظل الغرب يعتمدون على نظريته حول الدورة الدموية، حتى اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى.

درس أيضًا الفقه الشافعي، وكتب العديد من الأعمال في الفلسفة، وكان مهتمًّا بالتفسير العقلاني للوحي، اعتمد ابن النفيس على العقل في تفسير نصوص القرآن والحديث مختلفًا عن بعض معاصريه، ودرس اللغة والمنطق والأدب.

ويعتبر كتاب «شرح تشريح قانون ابن سينا» من أشهر وأهم أعماله، حيث تضمن هذا الشرح العديد من الاكتشافات التشريحية الجديدة، وأهمها نظريته حول الدورة الدموية الصغرى وحول الشريان التاجي، وهو أحد أفضل الكتب العلمية التي شرحت بالتفصيل مواضيع علم التشريح وعلم الأمراض وعلم وظائف الأعضاء، كما صوّب فيه العديد من نظريات ابن سينا.

وعن عدد مؤلفاته، فقد أحصى الدكتور يوسف زيدان مؤلفات ابن النفيس فكانت 37 مؤلفًا منها 16 مؤلفًا مفقودًا، في مختلف المجالات ما بين مؤلفات طبية وفي اللغة والدين والمنطق وغيرها...

توفي ابن النفيس في القاهرة بعد مرض شديد أراد الأطباء أن يعالجوه بالخمر فأبي وقال لهم: «لا ألقى الله وفي جوفي شيءٌ من الخمر».

Dr.Randa
Dr.Radwa