الأحد 24 نوفمبر 2024

ثقافة

مع الصحابة| «علي بن أبي طالب» الإمام الفدائي (4 - 30)

  • 14-3-2024 | 16:41

علي بن أبي طالب

طباعة
  • أروى أحمد

حظى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه فالأرض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة  وسبل تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم  بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرًا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني، من آمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضًا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه دائمًا.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم لعام 1445 هجرية ، يوميًا، سيرة أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائمًا لنصر دين الحق، ولمؤازرته وتشديد عضده.

ونقدم في  اليوم الرابع من رمضان 1445 هـ،  ملامح من رحلة الصحابي  الجليل  وأمير المؤمنين «علي بن أبي طالب».

هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأول من أسلم من الصبيان، ومن كتاب الوحي، وهو رابع الخلفاء الراشدين.

ولد علي بن أبي طالب في مكة المكرمة، بعد ثلاثين عاما من عام الفيل، وحينما كان طفلا مرت على مكة سنين عسيرة وضيق أثر على الأحوال الاقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب، عم الرسول ثلاثة أبناء: علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه الرسول محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولدا من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفا للعبء الذي عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ محمد عليًا، فتربى في بيته وكان ملازما له أينما ذهب، وتزوج بعد ذلك  من السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله، كما أنه شارك في كل الغزوات مع الرسول ماعدا غزوة تبوك.

وأسلم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو صغير، بعد أن عرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم الإسلام على أقاربه من بني هاشم، تنفيذا لما جاء في القرآن الكريم،  ورد في بعض المصادر أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد جمع أهله وأقاربه على وليمة، وعرض عليهم الإسلام، وقال أن من يؤمن به سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا علياً رضي الله عنه،  سمي هذا الحديث حديث يوم الدار أو إنذار يوم الدار والله تعالى أعلم، و في رواية عن أنس بن مالك: " بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء"

 فداءً لخاتم المرسلين 

ومن مأثر علي بن أبي طالب ع الرسول أنه في اليوم الذي عزم سيدنا محمد الهجرة من مكة إلى يثرب المدينة المنورة، اجتمع سادات قريش في دار الندوة واتفقوا على قتله، فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، وحسب المؤرخين أنه جاء الملك جبريل إلى النبي محمد وحذره من تآمر القريشيين لقتله، فطلب النبي محمد من علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى بثوبه الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطى على هجرة النبي وأحبط مؤامرة أهل قريش، وبذلك أصبح أول فدائي في الإسلام بعد تلك الليلة.

و في حياة النبي بعد أن وصل علي بن أبي طالب رضي الله عنه المدينة المنورة واستقر فيها، تزوج من فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة ولم يتزوج بأخرى في حياتها. أنجب علي من فاطمة الزهراء رضي الله عنهما الحسن والحسين رضي الله عنهما في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي، و أنجب زينب وأم كلثوم رضي الله عنهما،  كان عليا رضي الله عنه موضع ثقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فكان أحد كتاب الوحي الذين يدونون القرآن الكريم في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام. واستشاره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأمور

واشتهر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالفصاحة والحكمة،  فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة،  و يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد، ويعتبر من أكبر علماء عصره علما وفقها إن لم يكن أكبرهم على الإطلاق رضي الله عنه.

واغتيل علي بن أبي طالب في المسجد الكبير بالكوفة، في العر اق، على يد أحد الخوارج يدعى عبد الرحمن بن ملجم في الـ 21 من رمضان 40 هـ،وكان ثالث خليفة يتم اغتياله بعد عمر وعثمان رضي الله عنهما.

الاكثر قراءة