الإثنين 29 ابريل 2024

مع فصل الشتاء وأمراض الجهاز التنفسي .. الصح والغلط مع التخدير

د/ محمد سيد شوربجي

طبيب الهلال14-3-2024 | 13:34

د/ محمد سيد شوربجي

لماذا لا يأتي فصل الشتاء بالغيوم والجو الممطر الجميل إلا ومعه أدوار البرد والكحة والرشح؟! إنه فصل الشتاء عبر الزمان، يرويه الإنسان عبر مجموعة من الأمثال الشعبية:

  • بعد كانون الشتي بيهون.
  • طوبة يخلي الصبية كركوبة.
  • الدفا عفا والبرد لحاس القفا.

لماذا تنتشر الأمراض في الشتاء؟!

لأنه مناسب لبقاء الفيروسات والميكروبات، فمع دخول فصل الشتاء، تزداد فرص الإصابة بالأمراض والفيروسات والعدوى، خصوصا نزلات البرد، ويعود هذا لقدرة الفيروسات على العيش لفترة أطول مع درجات الحرارة المنخفضة والرطوبة الباردة حيث أن هذه الظروف البيئية مناسبة لبقاء الميكروبات على قيد الحياة وانتشارها بين البشر. كما أنه وجد عدة عوامل ونظريات، يعتقد أنها تسهم في انتشار الأمراض التنفسية خلال فصل الشتاء مقارنة بباقي الأشهر من السنة، ومن هذه العوامل والنظريات:

الميل إلى إغلاق النوافذ والأبواب في فصل الشتاء لمنع دخول الهواء البارد، مما يسهم بدوره في وجود الأشخاص داخل غرف مغلقة، وعدم تجدد الهواء فيها، ومن ثم، ارتفاع فرصة انتقال الفيروس بين الأشخاص.

الهواء الجاف في فصل الشتاء، يؤدي إلى بطء إنتاج المادة المخاطية في الأنف والمسالك الهوائية بوجه عام، مما يسهل دخول الفيروس إلى الجسم، ولوحظ أن قدرة الخلايا المناعية على بلعمة الأجسام الممرضة،
تنخفض في الشتاء.

كما لوحظ أن نشاط الفيروسات وقدرتها على تخطي جدار الخلايا، يرتفع في فصل الشتاء.

الأمراض الشائعة
 

نزلات البرد

يبلغ الزكام العادي ذروته في فصل الشتاء، وهو مرض تنفسي، يتميز بانسداد الأنف والتهاب الحلق والسعال، وتستغرق نزلات البرد يوما واحدا فقط للتطور، ويستمر عادة لمدة 10 - 7 أيام، لا يوجد دواء محدد لعلاج نزلات البرد، ولكن بخاخ الأنف والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، يمكن أن يخفف الأعراض.

الإنفلونزا

وهو مرض تنفسي، يصيب الأنف والحنجرة والرئتين بسبب طبيعته المعدية، يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق السعال أو العطس أو حتى التحدث، الأعراض الشائعة للإنفلونزا؛ الحمى والسعال واحتقان
الصدر والقشعريرة والتعب. وقت الشفاء من الإنفلونزا هو 7 - 5 أيام، العلاج الأساسي للإنفلونزا؛ لقاح الإنفلونزا، والذي يمكن حقنه قبل فصل الشتاء أو عندما تكون مصابا بالإنفلونزا.

الالتهاب الشعبي

يتميز بالتهاب في القصبات الهوائية، أكثر أعراض التهاب الشعب الهوائية شيوعا؛ السعال، والذي قد يؤدي إلى خروج المخاط بعد بضعة أيام، ويحدث بشكل رئيسي في الشتاء بسبب التغيرات البيئية والمهيجات المستمرة، مثل الغبار والأبخرة والضباب الدخاني، وما إلى ذلك، وقت الشفاء من التهاب الشعب الهوائية، هو 10 - 7 أيام، ويمكن الوقاية منه بالبقاء في المنزل، إضافة إلى ذلك، فإن الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية وقطرات السعال، ستساعد الأشخاص على التحسن في غضون أسبوع.

الالتهاب الرئوي

الالتهاب الرئوي؛ هو مرض رئوي معد، يمكن أن تسببه البكتيريا أو الفيروسات في الشتاء، ويمكن أن يكون هذا المرض الشتوي خفيفا أو شديدا، اعتمادا على العمر والصحة العامة وطبيعة الميكروب.
الأعراض الشائعة للالتهاب الرئوي؛ السعال والحمى والتعب وألم الصدر والتعرق وضيق التنفس. إنه خطر يهدد حياة الأطفال وأولئك الذين يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر، وقت الشفاء من الالتهاب الرئوي؛ من أسبوع إلى أسبوعين، لكن يمكن أن يستمر التعب إلى شهر أو أكثر، وتعالج المضادات الحيوية الالتهاب الرئوي الجرثومي، والعلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية، تعالج الالتهاب الرئوي الفيروسي.

فيروس كورونا والمتحور الجديد

يتحدث الكثير في الآونة الأخيرة عن ظهور نسخة جديدة من متحور (أوميكرون) الذي يعرف باسم (إيريس) إلا أنه يحتوي على بعض الطفرات التي تجعل تأثيره على الخلايا يفوق تأثير أوميكرون حيث تساعده على الهروب من الأجسام المضادة التي طورها الجهاز المناعي استجابة للمتحورات واللقاحات السابقة، ويعد الأكثر انتشارا في الوقت الحالي، وفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية، وقد أعلنت صحيفة (نيويورك
تايمز) الأمريكية أن المتحور الجديد، يمثل خطورة أكبر على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمناعة المنخفضة.

ومن أعراضه: الزكام، وآلام الحلق، وسيلان الأنف، والصداع، والسعال المستمر، إلى جانب تكسير الجسم. أما الحمى وفقدان حاستي التذوق والشم، فلم تعد من الأعراض الشائعة.

وهناك أربع طرق للوقاية من المتحور الجديد EG5:

1- تناول اللقاحات الوقائية.

2- تطهير وتعقيم الأيدي والأسطح في استمرار.

3- التهوية الجيدة للمنازل وأماكن العمل، وارتداء الكمامات الطبية في الأماكن المزدحمة.

4- الاهتمام بالتغذية الجيدة لرفع كفاءة الجهاز المناعي.

الوقاية من الأمراض في فصل الشتاء
توجد مجموعة من النصائح التي تسهم في الحد من خطر الإصابة بالفيروسات والأمراض خلال فصل الشتاء، ومنها الآتي:

  1. تناول الفواكه الحمضية مثل البرتقال والليمون والكيوي الغنية بفيتامين C لتقوية الجهاز المناعي، لأن هذا الفيتامين يساعد في تطوير خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى الفيروسية.
  2. تناول لقاح الإنفلونزا الموسمي.
  3. الحرص على تهوية الغرف بشكل دوري.
  4. غسل اليدين بشكل دوري، وتجنب لمس الأنف والفم والعينين قبل الغسل.
  5. الحد من الاختلاط مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض العدوى.
  6. الامتناع عن الذهاب إلى الدوام في حال تشخيص الإصابة بالمرض.
  7. مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض قد تدل على الإصابة بالمرض.


التخدير وأمراض الجهاز التنفسي في الشتاء

إجراء العمليات الجراحية، يتطلب اتخاذ احتياطات للحفاظ على سلامة المريض، وتزداد الحاجة إلى ذلك عند إجراء الجراحة لمرضى الصدر، كمرضى الحساسية أو السدة الرئوية وغيرهم، حتى لا يتعرضون إلى مشاكل محتملة في أثناء إجراء الجراحة أو بعدها، الرئة هي المسؤولة عن إيصال الأكسجين إلى الجسم كله والعضلات وخلايا الجسم والمخ، ونقص الأكسجين، يعرض حياة المريض للخطر، حيث أنه قبل إجراء العمليات الجراحية، إذا لم تكن كفاءة الرئة جيدة (حوالي ٧٠ أو ٨٠ %) يمكن أن يتعرض المريض للاختناق في أثناء التخدير، مرضى الصدر والقلب غالبا هم أكثر عرضة للمخاطر، لذا وجب عمل الفحوصات اللازمة قبل التخدير والجراحة مثل (أشعة الصدر).. (رسم قلب).. (إيكو على القلب).. هذا إلى جانب الفحوصات الروتينية؛ مثل تحاليل صورة الدم الكاملة

ووظائف الكلى والكبد.. (وظائف التنفس) وذلك لمعرفة كفاءة الرئتين، ونسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، مع ضرورة معالجة أي مشاكل صحية لمريض الصدر قبل إجراء أي جراحة، فمثلا؛ إذا كان يعاني من انسداد في الشعب الهوائية، فلا بد من معالجته بموسعات الشعب الهوائية، أو تناول مضادات حيوية في حالة وجود التهابات، وفي حالة وجود أزمة ربوية، لا بد من استخدام الموسعات والكورتيزون، مع ضرورة المتابعة مع طبيب الصدر، لتجنب المضاعفات المحتملة، مثل حدوث انكماش في الرئتين أو خراج أو التهاب رئوي، واحتمالية دخول المريض العناية المركزة.

Dr.Randa
Dr.Radwa