السبت 27 ابريل 2024

علماء ومفكرون في الإسلام | «الإدريسي» (30-5)

محمد الإدريسي

ثقافة15-3-2024 | 14:56

بيمن خليل

ظهر في تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء المسلمين البارزين الذين قدّموا إسهامات مهمة في مختلف المجالات المعرفية، مثل: العلوم التطبيقية والدينية واللغوية والفلسفية والطبية والاجتماعية، فقام هؤلاء العلماء بتأسيس مناهج وقواعد علمية راسخة في أشهر العلوم، أفادت البشرية جمعاء إلى يومنا هذا.

وفي سلسلة نُقدّمها بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان المبارك لعام 1445 هجرية، سنتعرّف كل يوم على أحد هؤلاء العلماء المسلمين البارزين، ونستعرض إسهاماتهم على مرّ التاريخ في ميادين المعرفة المختلفة.

ومع أيام رمضان سنتلق مع  أشهر وأبرز علماء اللغة العربية والأدب، وما قدّموه من آثار جليلة غنّت هذا الفنّ.

أبو عَبد الله محمد بن محمد الإدريسي

يعد أبو عَبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي ( 493 - 559 هـ / 1099 - 1160 م) أبرز علماء العرب وأحد مؤسسي الجغرافيا وكبار الجغرافيين في التاريخ، ما أنه كتب في التاريخ والأدب والشعر والنبات ودرس الفلسفة والطب والنجوم في قرطبة.

استخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوربية، حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات، وضمنها أيضًا معلومات عن المدن الرئيسية بالإضافة إلى حدود الدول.

اشتهر الإدريسي بولعه بالبحار وحركتها، كما حدد مصدر نهر النيل، ففي موقع معين وضع نقطة تقاطع نهر النيل تحت خط الإستواء، وهذا هو موقعه الصحيح.

ومن أشهر مؤلفاته كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، الذي أصبح من أشهر الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد المشرق، كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض أقسامه إلى مختلف لغاتهم ويعد هذا الكتاب فريد من نوعه.

استغرق الكتاب في تأليفه 15 عامًا حيث نهج فيه الإدريسي نهجًا جديدًا عن غيره من الجغرافيين المسلمين فقد وصف العالم ككل ثم قسمه إلى سبعة أقاليم وكل إقليم إلى عشرة اقسام رئيسيه ثم وصف كل قسم ورسم له خريطة وتحاشى فيه الخلط بين التاريخ والجغرافيا وظل كتابه مرجعًا لعلماء أوروبا أكثر من ثلاثة قرون.

Dr.Randa
Dr.Radwa