سلط عدد من كبار الصحف المصرية؛ الصادرة اليوم الجمعة، الضوء على مجموعة من الموضوعات التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.
فتحت عنوان/تحذير مصرى/، قال الكاتب عبدالمحسن سلامة، في عموده صندوق الأفكار بصحيفة الأهرام، «نشعر بكل الفخر لدور مصر العظيم منذ اندلاع الحرب على غزة»..هكذا عبر رئيس وزراء هولندا عن امتنانه الشديد للدور الذى يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الأزمة الحالية، مؤكدا أن الرئيس أثبت أن لمصر دورا لوجيستيا وإنسانيا لا غنى عنه فى هذه الأزمة.
وأضاف، شعرت بالفخر وأنا أستمع إلى كلمات مارك روته رئيس وزراء هولندا فى أثناء حضورى المؤتمر الصحفى بقصر الاتحادية أمس الأول، حيث نجحت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تغيير مفاهيم كثيرة حول القضية الفلسطينية منذ اندلاع الحرب على غزة، بعد أن اتخذت موقفا قويا فى رفض تهجير الشعب الفلسطينى إلى سيناء أو إلى أى دولة أخرى، فى إطار موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية والرافض لتصفية القضية تحت أى مسمى.
وأكد الكاتب، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى لفت انتباه العالم إلى ضرورة التركيز على البحث عن «جذر» الأزمة، المتمثل فى حرمان الشعب الفلسطينى من حقه فى إقامة دولته، ومنذ اللحظة الأولى طالب بضرورة اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية تمهيدا لقيام هذه الدولة على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الأمر الذى بات الآن محل ما يشبه الإجماع لدى دول العالم المختلفة وتحول إلى قناعة لدى شعوب العالم فى حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته.
وأشار إلى أن الرئيس خلال المؤتمر الصحفى حذر وبوضوح من مخاطر اجتياح رفح الفلسطينية بريا خلال المرحلة المقبلة لأنه سوف ينتج عنه كارثة إنسانية مروعة تهدد حياة مليون ونصف المليون مواطن فلسطينى نزحوا إلى رفح، وليس لهم مكان أو مأوى آخر.
في حين قال الكاتب فاروق جويدة في عموده هوامش حرة بصحفية الأهرام تحت عنوان أطماع إسرائيل تتجاوز حرب غزة/، كانت تجربة غزة فى الحرب شيئا فريدا فى كل شيء فى الصمود والمواجهة والموت فى سبيل الوطن، وسوف تكون هذه الحرب نموذجا يدرس فى كليات الحرب والمؤسسات العسكرية، وسوف يكتب التاريخ بصفحات من نور أن هزيمة ثقيلة لحقت بجيش همجى وأن أسطورة الجيش الذى لا يهزم قد سقطت على يد شعب دافع عن أرضه وسقط منه آلاف الشهداء فى قصة من قصص البطولة والتضحية.
وأشار الكاتب إلى أن ملحمة غزة سوف تكتب تاريخا جديدا وسوف تكون نتائجها لحظة فارقة ليس فى تاريخ العالم العربى فقط ولكن كل الأشياء والمواقف سوف تعيد حساباتها، وهناك واقع جديد ينتظر العالم، لأن توازنات القوى لن تكون كما كانت وهناك خسائر ضخمة سوف تلحق بالقوى التقليدية وفى مقدمتها أمريكا، ولا أحد يستطيع أن يحدد مستقبل الدولة الصهيونية خاصة وأن حشود الهاربين منها قد إزدادت بصورة تهدد مستقبلها.
وأكد الكاتب، أن هزيمة الجيش الإسرائيلى رغم همجية التعامل كانت من أهم أسباب هجرة الشباب الهارب من الموت، كما أن المقاومة الفلسطينية غيرت حسابات وموازين القوى وأن إسرائيل لم تعد العدو الذى لا يقاومه أحد.. موضحا أن الفلسطينيين فرضوا قضيتهم على العالم كله بما فى ذلك أمريكا التى عجزت عن أن تفرض قرارا على إسرائيل وتركتها تعبث فى مستقبل شعب ، وقد يكون ذلك أول إنذار تتلقاه بأن هناك مستقبلا غامضا فى انتظار قادتها.
بينما قال الكاتب، عبدالرازق توفيق، في عموده/ من آن لآخر/ بصحيفة/الجمهورية/، تحت عنوان/ مواقف ثابتة .. وكلام واضح/، لم ولن تتنازل مصر عن موقفها الحاسم والواضح تجاه العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والضفة الغربية.. فعلى مدار أكثر من 5 أشهر واجهت مصر مخطط إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان القطاع خارج أراضيهم ودفعهم إلى النزوح فى اتجاه الحدود المصرية.. حتى يتسنى لها تنفيذ مؤامرة الخلاص من الفلسطينيين وتوطينهم فى سيناء.. لكن الرد المصرى جاء قاطعاً وصافعاً.. أعلنت بوضوح أمام العالم أنها لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان غزة.
وأشار الكاتب إلى أن مصر منذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان الصهيونى على قطاع غزة اطلقت التحذيرات تلو الأخري.. فقد حذرت من مغبة استمرار العدوان وحرب الإبادة التى من شأنها توسيع دائرة ونطاق الصراع بما ينذر بحرب شاملة فى المنطقة وقد بدت نتائج استمرار التصعيد والحرب التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة وفتحت جبهات كثيرة سواء من جنوب لبنان.. ثم اليمن.. من خلال ضربات جماعة الحوثي.. واضطرابات البحر الأحمر.. وتبادل الضربات بين الجانب الإسرائيلى والأمريكى والبريطانى وجماعة الحوثى وهو ما أثر على حركة الملاحة فى البحر الأحمر.. ثم جبهة العراق وأيضاً الجبهة السورية وهو الأمر الذى ينذر باشعال المنطقة فى ظل حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين التى دخلت شهرها السادس وسط صمت وعجز دولى عن ايقافها وضبابية الموقف الأمريكى الداعم للإجرام الإسرائيلى بالسلاح والمال والمقاتلين.
وأوضح الكاتب، أن (مصر- السيسي)هى النموذج والقدوة صاحبة المواقف الشريفة والمشرفة الثابتة والواضحة دعمت ومازالت الأشقاء الفلسطينيين بكل ما تملك.. وتقدم الغالى والنفيس سياسياً ودبلوماسياً وقانونياً وإنسانياً ودعماً متعدداً ومتنوعاً ومتفرداً، يكفى أن يعلن رئيسها العظيم أن مصر لن تتوقف عن العمل من أجل الحقوق المشروعة للفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة.. وتبذل الآن جهوداً متواصلة من أجل انقاذ وإنهاء المعاناة والكارثة الإنسانية فى قطاع غزة بالوقف الفوري.