الإثنين 29 ابريل 2024

مساجد تاريخية| «جامع سليمان باشا الخادم» (6 ـ 30)

جامع سليمان باشا الخادم

ثقافة16-3-2024 | 15:46

أروى أحمد

تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم : باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم السادس من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع «جامع سليمان باشا الخادم» بالقاهرة.

عرف جامع سليمان باشا الخادم باسم أخر وهو جامع سارية الجبل، تم انشاءه عام 1528م،  ويقع داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي أو قلعة الجبل،  أسس الجامع سليمان باشا الخادم أحد الولاة العثمانيين على مصر،   وهو يعتبر  أول الجوامع  التي أنشئت  في مصر على الطراز العثماني.

بني جامع  سليمان باشا الخادم على أنقاض مسجد يعود للعصر الفاطمي بالقلعة عام 935هـ/ 1528م،   ويحيط به سور ويصعد إليه عن طريق سلم من ناحيتين وتنتهي مئذنته بقمة مخروطية مدببة الشكل على هيئة قلم الرصاص وهو نوع من المئاذن التي اشتهرت به العمارة العثمانية، ويؤدي المدخل إلى صحن أوسط مكشوف يتقدمه بيت للصلاة.

يتكون بيت الصلاة "وهو المكان الذي يصلي فيه الناس"، من مساحة مربعة مغطاه بقبة مركزية، يحيط بها ثلاثة إيوانات مغطاة بأنصاف قباب حجرية،  يتميز منبر الجامع الذي يقف عليه المؤذن  بأنه رخامي  يحتوي على زخارف نباتية وهندسية رائعة، ودكة مبلغ، أما الحرم بالجهة الشمالية الغربية لبيت الصلاة، يتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع ظلات غطيت بقباب ضحلة، وبالحرم مزولة "ساعة شمسية".

 يوجد بالرواق الشمالي الغربي قبة ضريحيه دُفن بها "أبي منصور قسطة" مؤسس المسجد الفاطمي القديم، بالإضافة إلى عدة تراكيب رخامية وشواهد قبور لشخصيات بارزة من العصر العثماني.

استمرت الإضافات على جامع سليمان باشا في عهد محمد علي باشا حيث أضاف السقيفة التي تتقدم المدخل الغربي، كما قام الملك فاروق الأول بعمل  ترميمات داخل المسجد، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية  بترميم الجامع عام 1891م محافظة على معالمه الأصلية.

Dr.Randa
Dr.Radwa