الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

مع الصحابة| أبو عبيدة بن الجراح«أمين الأمة» (6ــ 30)

أبو عبيدة بن الجراح

ثقافة16-3-2024 | 17:49

أروى أحمد

واجه كل رسول، بُعث ليبلغ رسالة ربه في الأرض، العديد من المصاعب والمشقات التي أثقلت كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة واستصعبوا تبليغها، فمن نعم الله عليهم أن رزقهم  بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي كان له عدد كبيرا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني: من أمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة.

 

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، سيرة أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائما لنصر دين الحق.

 

ونستكمل في اليوم السادس من رمضان 1445هـ، في جولة مع الصحابة الكرام بـ«أبو عبيدة بن الجراح».

 الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح،  قائد مسلم، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، لقبة الرسول محمد بأمين الأمة، فقال الرسول: "إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا أيتها الأمة، أبو عبيدة بن الجراح".

كان أبوعبيدة بن الجراح من الذين أسلموا في المرحلة الأولى من الدعوة الإسلامية، وهاجر مع الرسول في هجرته إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة، كما معه  جميع غزواته وغزوة بدر، وكان من المؤمنين الذين لم يتحركوا من ميدان المعركة عندما هاجمهم المشركين في غزوة أحد.

وفي فترة خلافة أمير المؤمنين  أبو بكر الصديق، رضي الله عنه،  كان أبو عبيدة أحد القادة الأربعة الذين عينهم «أبو بكر» لفتح بلاد الشام، ثم أمر خالد بن الوليد أن يسير من العراق إلى الشام لقيادة الجيوش الإسلامية فيها، فلما ولي عمر بن الخطاب الخلافةَ عزل خالد بن الوليد، واستبدل مكانه أبو عبيدة، وقد نجح أبو عبيدة في فتح دمشق، وغيرِها الكثير من مدن وقرى بلاد الشام، وفي الثامن عشر من الهجرة توفي أبو عبيدة بسبب مرض  الطاعون الذي أصابه في الأردن ودفن فيها.

 

في سنة (18) هـجرية  أرسل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – جيشًا إلى الأردن بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، ونزل الجيش في عمواس بالأردن، فانتشر بها مرض الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر، فكتب إلى أبي عبيدة يقول له : إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غني بي عنك فيها، فعجل إلي.

 

ويوجد ضريح أبي عبيدة بن الجراح في بلدة دير علا في منطقة الأغوار الوسطى شمال غرب الأردن،  كما يوجد حاليا "مزار أبي عبيدة" في" غور البلاونة"على الطريق العام الذي يقطع غور الأردن من الشمال إلى الجنوب، وعلى بعد أربعين كيلاً من مدينة السلط. وكان الظاهر بيبرس قد بنى على قبر أبي عبيدة مَشهداً، وأوقف عليه وقفاً ريعه للمؤذّن والإمام.