الأحد 28 ابريل 2024

مقامات وأضرحة| ضريح سعد زغلول (6:30)

ضريح سعد زغلول

ثقافة16-3-2024 | 22:01

بيمن خليل

الأضرحة تشكل معالم معمارية تُقام على قبر فرد ما، بهدف الإبقاء على ذكراه وتأريخ موقع دفنه، وفي مصر، تبرز العديد من الأضرحة التي تحمل أهمية خاصة لشخصيات دينية كبيرة تركت بصمتها في تاريخ الإسلام، يعتبر بناء الأضرحة وتزيينها بالزخارف والنقوش جزءًا من التقاليد المصرية لتخليد ذكرى الأفراد الذين قدموا إسهامات كبيرة في المجتمع.

يتميز المقام عن الضريح، إذ لا يكون بالضرورة مكانًا للدفن، بل قد يُقام في مكان قضى أو مارس فيه طقوسه الدينية، يُستخدم المقام لتخليد الشخصية والذكريات المرتبطة به، وقد يكون مكانًا للعبادة أو الزيارة من قبل الناس.. من بين الأضرحة الشهيرة والمقامات:

ضريح سعد زغلول

ضريح سعد زغلول هو المكان الذي يحتضن رفات زعيم الأمة،  الزعيم الوطني سعد زغلول، بدأ بناء هذا الضريح عقب وفاة سعد زغلول في عام 1927، وتم نقل رفاته إليه بعد استكمال البناء في غضون 9 سنوات تقريبًا.

ويقع ضريح سعد زغلول في شارع الفلكي، الموازي لشارع قصر العيني، بجوار  محطة مترو سعد زغلول  وتبلغ مساحة الأرض التي يقام عليها الضريح 5225 مترًا مربعًا (55 × 95 مترًا).

ويتألف الضريح من مبنى مركزي بمساحة تقريبية تبلغ 625 مترًا مربعًا (25 × 25 مترًا)، محاطًا بحديقة تشغل باقي المساحة.

 وبعد وفاة سعد زغلول، قررت الحكومة المصرية بناء ضريح له قرب بيته،  قُدِّمت جثته في البداية للدفن المؤقت في مقابر الإمام الشافعي حتى اكتمال بناء الضريح. قامت الحكومة أيضًا بتشييد تمثالين للزعيم سعد زغلول، الأول في القاهرة بالجزيرة والثاني في الإسكندرية بمحطة الرمل.

وتسبب قرار الحكومة ببناء الضريح وتشييد التمثالين في اعتراض وغضب السراي الملكية والإنجليز، حيث رفضوا هذه الخطوات، مُعَتَبرِينَهَا محاولة لتعزيز الشعور الوطني، مما أثار اعتراضًا إنجليزيًا حادًا.

افتُتِحَ الضريح رسميًا في عهد وزير الأوقاف إسماعيل صدقي عام 1931، والذي كان من خصوم سعد زغلول، حيث كان معارضًا لفكرة إنشاء ضريح ضخم لشخص واحد، و اقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبرى لدفن الساسة والعظماء، غير أن زوجة سعد زغلول رفضت هذا الاقتراح بشدة، مصرةً على أن يكون الضريح خاصًا بسعد فقط،  وبالفعل، شُيِدَ الضريح على طراز فرعوني ليكون مكانًا مُشَتَّرَكًا لكل المواطنين، لكن هذا الاختيار واجه بعض الانتقادات.

Dr.Randa
Dr.Radwa