الجمعة 10 مايو 2024

حرب غزة تنغّص على بايدن احتفاله بعيد القديس باتريك

الرئيس الأمريكي جو بايدن

عرب وعالم16-3-2024 | 10:48

دار الهلال

نغّصت الحرب في غزة على الرئيس الأمريكي جو بايدن احتفاله بعيد القديس باتريك، إذ إنّ الاجتماع التقليدي الذي يُعقد سنوياً بهذه المناسبة بين رئيس الولايات المتّحدة ورئيس الوزراء الإيرلندي طغت عليه هذا العام خلافات الرجلين بشأن المعارك الدائرة بين إسرائيل وحماس في القطاع الفلسطيني.

ورئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار هو أحد أكثر القادة الأوروبيين انتقاداً للحرب التي تخوضها إسرائيل ضدّ حماس في قطاع غزة ردّاً على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر.

بالمقابل فإنّ بايدن الذي لا يفوّت فرصة إلا ويذكّر فيها بجذوره الإيرلندية هو، من دون منازع، الداعم الأول لإسرائيل على الساحة الدولية.

وقال فارادكار للصحفيين بعد اجتماعه ببايدن في البيت الأبيض إنّ "الرئيس قال بوضوح شديد إنّ الولايات المتّحدة ستواصل دعم إسرائيل ومساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لذلك لا أعتقد أنّ هذا الأمر سيتغيّر".

وأضاف "لكنّني لا أعتقد أنّ أحداً منّا يرغب بأن يرى أسلحة أمريكية تُستخدم بهذه الطريقة. الطريقة التي تُستخدم بها في الوقت الراهن (من قبل إسرائيل) ليست للدفاع عن النفس".

ويقول حوالى 10% من الأمريكيين إنّ جذورهم إيرلندية وبالتالي فإنّ بعض أنحاء الولايات المتّحدة تحيي عيد القديس باتريك الذي يُصادف يوم 17 مارس باحتفالات كبيرة وحماسية.

وفي هذه المناسبة يتزيّن المكتب البيضوي في البيت الأبيض سنوياً باللون الأخضر وبنبتة النفل التي ترمز لإيرلندا، كما يتعيّن على الرئيس الأمريكي أن يضع بهذه المناسبة ربطة عنق خضراء.

ولعيد القديس باتريك مكانة خاصة عند بايدن بسبب جذوره الإيرلندية.

وفي العام الماضي، أجرى بايدن رحلة رسمية إلى الجزيرة لكنّها سرعان ما اتّخذت منحى عاطفياً عندما اتّبع فيها خطى أسلافه الإيرلنديين.

وخلال اجتماعه بفارادكار قال بايدن وقد وضع ربطة العنق الخضراء "آمل أن لا تصدأ مفاصل صداقتنا أبداً"، مردّداً بذلك قولاً مأثوراً.

وأضاف الرئيس الأمريكي "لا أظنّ أنّنا سندعها تصدأ".

ومؤخّراً انضمّت إيرلندا إلى أسبانيا في دعوة المفوضية الأوروبية إلى تقييم مدى احترام إسرائيل لحقوق الإنسان، في خطوة غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي.

وكانت أصوات ارتفعت في إيرلندا تطالب فارادكار بإلغاء اجتماعه ببايدن دعماً للفلسطينيين في بلد لا تزال ذكرى القتال ضدّ المحتلّ البريطاني حيّة فيه.

وبذل الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإيرلندي خلال اجتماعهما الجمعة قصارى جهودهما لإيجاد بعض الانسجام والتخفيف من حدّة التوتّر.

وقال فارادكار وقد جلس بجوار مضيفه في المكتب البيضوي "أنت تعرف رأيي، وهو أنّنا بحاجة إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن لإدخال الغذاء والدواء وإخراج الرهائن".

وردّ بايدن قائلاً بينما هو يومئ برأسه "أوافقك الرأي".

لكن عندما تحدّث رئيس الوزراء الإيرلندي إلى الصحفيين بعد ذلك بقليل أخرج إلى العلن حقيقة الهوة الكبيرة التي تباعد بين مواقف الرجلين بشأن غزة.

وقال فارادكار إنّ وقف إطلاق النار في غزة كان ينبغي أن يحدث "أمس"، منوّهاً بـ"الشجاعة الكبيرة" التي تحلّت بها نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس التي التقاها حول مائدة فطور.

وكانت هاريس أول مسئول في الإدارة الأمريكية يدعو إلى "وقف لإطلاق النار"، في حين أنّ بايدن ظلّ حتى وقت قريب جداً يرفض استخدام هذا المصطلح.

ومن المقرّر أن يلتقي فارادكار بايدن مجدّداً الأحد في عيد القديس باتريك.

وكما هي الحال في كل عام، ستخرج من نوافير البيت الأبيض في ذلك اليوم مياه باللون الأخضر.

Dr.Radwa
Egypt Air