الإثنين 29 ابريل 2024

نجوم المسرح المصري| محفوظ عبد الرحمن صاحب «بوابة الحلواني» (6ـ 30 )

محفوظ عبد الرحمن

ثقافة16-3-2024 | 21:14

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني علامات مضيئة، أصبحت نجومًا تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجوم خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي، وأسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا  إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات بمسرحنا المصري

 وتستكمل بوابة «دار الهلال» في رمضان 2024، ما بدأته من قبل برمضان 2023، حيث تواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد الفنانين بالزمن الجميل، ولنسافر معه في سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».

ونلتقي اليوم،  مع صاحب بوابة الحلواني محفوظ عبد الرحمن

يعد الكاتب المصري محفوظ عبد الرحمن،  أحد أبرز كتاب ومؤلفي الدراما العربية  لما قدمه من نصوص مسرحية ومسلسلات وأفلام تنوعت بين الدينية، والتاريخية، والاجتماعية، والسير الذاتية أثرت في رحلة الدراما المصرية والعربية.

ولد محفوظ عبد الرحمن  في 11 يونيو 1941 ودرس  قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة القاهرة وتخرج بعام 1960، وكان بدأ الكتابة قبل تخرجه بأعوام، وعمل «محفوظ» بعد تخرجه بعدها في مؤسسة دار الهلال، وانتقل بعدها للعمل في وزارة الثقافة عام 1963، في دار الكتب و الوثائق التاريخية


 وكتب «عبد الرحمن»  خلال هذه الفترة في العديد من الدوريات الصحافية، منها «الآداب، المساء، الجمهورية، الأهرام، البيان اﻹماراتية، العربي» وشارك كسكرتير تحرير في إصدار ثلاث مجلات متوالية، وهي مجلة السينما، مجلة المسرح والسينما، مجلة الفنون.

كتب القصة القصيرة والنقد الأدبي والمقالة في مجلات الآداب، الثقافة الوطنية، الهدف، الشهر، المساء، الكاتب، الرسالة الجديدة، الجمهورية، البيان الإماراتية، الهلال، كاريكاتير، العربي، الأهالي.


نشرت لمحفوظ عبد الرحمن  مجموعة من الأعمال الأدبية، منها «البحث عن المجهول، أربعة فصول شتاء، اليوم الثامن)، وبدأ محفوظ عبد الرحمن  كاتبًا للقصة القصيرة، وأصدر مجموعته القصصية «البحث عن مجهول» عام 1966، والثانية  أربعة فصول شتاء 1984، وروايته الأولى اليوم الثامن نشرت 1972 بمجلة الإذاعة والتليفزيون ونداء المعصومة، نشرت عام 2000 بجريدة الجمهورية.


وكتب محفوظ عبد الرحمن العديد من المسلسلات التلفزيونية، من أهمها «أم كلثوم 1999»، «ليلة سقوط غرناطة» 1979، «سليمان الحلبي »1977 ، «الزير سالم »1977، «عنترة» 1978، «قابيل وقابيل» 1991، «ساعة ولد الهدى» 1992، و قدم مسلسل« بوابة الحلوانى » بأجزائه الأربعة على مدار أربعة أعوام،  «الكتابة على لحم يحترق» 1987 وألف السهرة التلفزيونية  «الرجل الذي رحل» عام 1977

وألف السهرة التلفزيونية  «ذات يوم ذات شهر ذات سنة» ، وألف المسلسل الإذاعي  «إيزيس»2010.

مبدع الدراما التاريخية والسير الذاتية 
وكتب الكاتب المبدع الراحل محفوظ عبدالرحمن  سيناريو وحوار في مجال الأفلام السينمائية منها «ناصر 56» بعام 1996، و«حليم» 2006، كوكب الشرق 1999 ، محاكمة السيد ميم 2002، وأنتجت له السينما العراقية عام 1981 فيلم «القادسية» من إخراج  المخرج المصري الراحل صلاح أبوسيف.

سمات مؤلفات محفوظ عبد الرحمن 

تتميز جميع كتابات محفوظ عبد الرحمن  بمهاراته الرائعة وقدرته الفائقة على تقديم حبكة درامية محكمة الصنع، يجمع فيها بموهبته وخبراته بين الفكر والمتعة، وتعتمد بالدرجة الأولى على كثير من المفارقات الدرامية المدهشة، كما تميزت كتاباته بصياغته الحوارية الراقية والبديعة التي تتناسب مع كل شخصية من الشخصيات الدرامية، والتي تتخذ من لغة التكثيف المعبرة والجمل التلغرافية القصيرة الموحية التي تفيض بالشاعرية سمة أساسية لها.

ويحسب للكاتب القدير محفوظ عبد الرحمن  وعيه وخبراته في العودة إلى التاريخ كثيرا ليستحضر منه ما يتناسب مع اللحظة الراهنة ويلقي بظلاله على كثير من القضايا والأحداث المعاصرة.

وجميع مسرحياته تعد علامات بارزة في مسيرة مسرحنا العربي، وتضم قائمة إبداعاته المسرحية الأعمال التالية:

 وكتب 10 مسرحيات هي «كوكب الفيران»، و«احذروا»، و«ما أجملنا»، و«محاكمة السيد ميم»، و«حفلة على الخازوق»، و«عريس لبنت السلطان» والتي تعد من أشهر ما كتب عبد الرحمن للمسرح، وكتب أيضًا «السلطان يلهو»، و«الفخ»،«الدفاع»،  و«الحامي والحرامي»، و«بلقيس.. ملكة سبأ »، السندباد البحري (للأطفال وقدمت مسرحياته بالعديد من المؤسسات المسرحية الحكومية والخاصة في القاهرة وكذلك بالوطن العربي ، كما كتب للمسرح الكويتي.

 

جدير بالذكر أن فرقة «المسرح القومي»  قدمت له مسرحيتين فقط هما: «ما أجملنا» من خلال نادي المسرح المصري (عام 1981)، و«لقيس» (عام 2011)، ويعد المسرح الحديث أكثر الفرق انتاجا لنصوصه حيث قدمت له مسرحيات: «كوكب الفيران» (1986)، «عريس لبنت السلطان» (1987)، «الحامي والحرامي» (1989)،

قدمت له فرقة «المسرح المتجول مسرحيتي: «إحذروا» (1984)، «محاكمة السيد ميم» (1987)، وكذلك قدم مسرح الطليعة مسرحيتي: «إحذروا» (1995)، «ما أجملنا» (1999)، والمسرحية الأخيرة قام بتقديمها مسرح الشباب أيضا (2008)، كما قدم مركز الهناجر للفنون مسرحية «عريس لبنت السلطان» (2001(.
 

نال الأديب محفوظ عبد الرحمن في حياته،  العديد من  مظاهر التكريم حصل  مبدع الدراما محفوظ عبد الرحمن على جائزة الدولة التشجيعية 1972، وجائزة أحسن مؤلف مسرحي بعام  1983 من الثقافة الجماهيرية، والجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن مسلسل أم كلثوم، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون2002، وجائزة العقد لأفضل مبدع خلال 10 سنوات من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وحاز على الكثير من التكريمات بعد رحيله عن عالمنا 

ورحل عن عالمنا الأديب المبدع  والكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن في 19 أغسطس بعام 2017 عن عمر يناهز 76 عامًا تاركا  بصماته وإرثا ثقافيا مهما في الحركة الثقافية المصرية والعربية بكل ماخطه قلمه للقاريء والمشاهد المصري والعربي لمختلف ألوان الدراما  بالإذاعة، وبالسينما والمسرح والتلفزيون 

ففقدنا برحيله قامة أدبية ومسرحية شامخة، خاصة وأنه كان بجميع أعماله دائم الانحياز إلى الأغلبية الكادحة، ولقضايا التنوير وإلى قيم الحق والعدل والخير والجمال.

 

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa