الإثنين 29 ابريل 2024

مساجد تاريخية.. «جامع الظاهر بيبرس» (8: 30)

جامع الظاهر بيبرس

ثقافة18-3-2024 | 15:39

أروى أحمد

تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم : باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مُهيَّأ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص،

وفي اليوم الثامن من رمضان 1445 هـ،  نذهب في جولة مع «جامع الظاهر بيبرس» بالقاهرة.

يعتبر جامع الظاهر بيبرس من أهم  وأكبر الجوامع  التاريخية والأثرية بالقاهرة، وهو يعد من أقدم جوامع العصر المملوكي، أسسه الظاهر بيبرس البندقداري "658- 676هـ"، على مساحة تبلغ حوالي ثلاث أفدنة تقريبًا، في عام 665ھ،  وظلت الشعائرالدينية  تقام فيه لمدة طويلة.

ويتكون تخطيط جامع الظاهر بيبرس من  صحن أوسط يحيط به أربعة أروقة أكبرهم رواق القبلة، وكان يغطي المنطقة التي تتقدم المحراب قبة مشابهة  لقبة الإمام الشافعي ولكنها لم تعد موجوده، يضم الجامع ثلاثة مداخل رئيسية ، يعلوها النص التأسيسي للجامع.

وشهد الجامع العديد من التغيرات  المعمارية على مر العصور التاريخية، فقد  تم تحويله أثناء الحملة الفرنسية إلى قلعة عسكرية، فلقد اتخذها الجنود كحصنًا لهم ووضعوا المدافع أعلى الجدران وجعلوا من مئذنته برجًا إلى أن تهدمت.

وفي عام 1812م،  تم نقل بعض من أعمدة الجامع إلى جامع الأزهر لبناء رواق الشراقوة "طلاب إقليم الشرقية"، كما قام  الاحتلال البريطاني  بتحويله إلى مخزن للمهمات العسكرية  ثم مذبحاً حتى عام 1915.

وقامت لجنة حفظ الآثار العربية أيضًا بعمل بعض الترميمات في رواق القبلة وأجزاء أخرى من الجامع.

وفي عام 2007 تعاون المجلس الأعلى للآثار مع دولة كازخستان لترميم الجامع   فستمرت أعمال الترميم  حتى عام 2010م، ثم استكملت مرة أخرى عام 2018م، وتم الانتهاء منها عام 2022م.

Dr.Randa
Dr.Radwa