قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إن القمة المصرية الأوروبية تعكس تطور إيجابي جديد للعلاقات المصرية الأوروبية والتي تطورت من سنة 1976 حين تم عقد اتفاق التعاون الشامل، آنذاك كان يعطينا بعض المميزات التجارية لتصدير بعض المنتجات دون رسوم جمركية أو عوائق.

وأضاف في تصريح لبوابة -دار الهلال- إن العلاقات بين الطرفين مرت بمرحلة أخرى بعد عقد اتفاقية كامب ديفيد، حيث تم عقد مسيرة المشاركة والتي نتج عنها ارتفاع صادرات مصر أربع أضعاف، وأصبح الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لمصر، إذ يحتل نسبة 25% من التجارة الخارجية المصرية، كذلك أصبح أكبر ممول للتنمية وأكبر مستثمر.

وبخصوص قمة اليوم، أوضح الدبلوماسي، أنها تأتي في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة، حيث أصبح من الواضح للجميع أن مصر الدولة الأكثر وقوفاً على قدميها واستقراراً، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدر إلى أن تكون مصر أداة لتثبيت السلام بالشرق الأوسط، لذلك تم ترقية العلاقات التي كانت يرأسها وزراء الخارجية عن طريق اجتماع يعقد سنوياً، واليوم تم رفع العلاقات بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، وهو ما عاد بالمكاسب على مصر حيث أصبح الرئيس يدير السياسة الخارجية يضم إليها صوته بما يسمى "دبلوماسية الرئاسة" مما يجعل القرارات تتخذ أكثر سرعة وقوة.

وأشار بيومي، إلى أن أوروبا تدرك جيداً المشاكل التي تمر بها مصر مع كل التطورات التي تشهدها المنطقة لاسيما الأزمة المالية، مما دفعهم إلى صرف حزمة مساعدات بـ مليارات الدولارات، وهو أكبر حزمة مساعدات تم صرفها إلي البلاد، وكذلك أكبر حزمة مساعدات تم صرفها في تاريخ الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أن ذلك يعود في الأخير بنفع على أوروبا.

وتساءل السفير: هل الأموال التي تدفق من مصر إلى أوروبا أكثر أم العكس؟ بالطبع الأموال التي تدفق إلى أوروبا "كل يورو أوروبا تعطيه إلى مصر مساعدات، نحن نعطهم 100 مقابل الحصول على المساعدات"، فهم يفهمون ذلك جيداً.

ولفت إلى أنه على مدى السنوات الماضية العلاقات المصرية الأوروبية كانت متميزة، خصوصاً مع الدول الكبرى، مثل ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا.

وتطرق مساعد وزير الخارجية الأسبق وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم الشكر إلى مصر جراء منع الهجرة غير الشرعية إليها، وهنا يتساءل السفير ماذا عن هجرة اليهود إلى إسرائيل؟.. هل هي هجرة غير شرعية؟ فلابد أن نضع تلك النقطة أمامهم، لأن كل يهودي يهاجر إلى أوروبا يطرد فلسطيني من أرضه، مضيفاً:"يحب على أوروبا أن تقوم بدورها كما قمنا بدورنا".