قالت الأم المثالية على مستوى محافظة الشرقية عزة عبد الفتاح عبد الستار سلامة 53 عاما، من قرية الأعراس مركز منيا القمح، إنها حاصلة على بكالوريوس تجارة وتعمل معلمة بمحو الأمية بمدرسة القرية، وتوفي زوجها منذ 25 عاما وكان عمرها 27 عاما وترك لها طفلين محمد 5 أعوام وأميرة 11 شهرا.
وأضافت أنها تزوجت من زوجها الراحل وكان عمرها 22 عاما وبعد عام من الزواج أصيب الزوج بمرض سرطان الكبد، وبدأت معه رحلة صعبة استمرت 5 سنوات من المعاناة مع المرض والتنقل بين الأطباء والمستشفيات حتى اختاره الله إلى جواره، وتركها وابنيها يواجهون صعوبة الحياة بدون سند.
وتابعت أن زوجها ترك لها معاش لا يتجاوز 120 جنيها شهريا وكانت تعيش في منزل عائلته، وتعرضت للكثير من المشكلات الأسرية آنذاك، لافتة إلى أنها تلقت الكثير من عروض الزواج من شباب القرية نظرا لصغر سنها، إلا أنها أصرت على أن تهب حياتها لطفليها حتى تربيهما ويكملان تعليمهما وتوصلهما لبر الأمان، فعملت في تربية وبيع الدواجن وتجارة الجبن والأعلاف في الأسواق، وعندما تجمع لديها مبلغا معقولا من المال عملت في تجارة الأراضي واستطاعت أن تبني منزلا مستقلا لها وطفليها في القرية.
وقالت إنها فعلت كل ذلك والحياة تسير بكل صعوبتها والطفلان يكبران أمامها ويعبران المراحل التعليمية واحدة تلو الأخرى حتى حصل ابنها الأكبر محمد على بكالوريوس تجارة وهو الآن عمره 29 عاما ومتزوج وله طفل رضيع ويعيش وأسرته الصغيرة معها في الطابق الثاني من المنزل، بينما حصلت الإبنة الصغرى أميرة على بكالوريوس زراعة وعمرها 25 عاما وتعيش معها بالطابق الأول.
وأشارت إلى أن ابنتها قدمت لها في مسابقة الأم المثالية العام الماضي ولكن لم يحالفها التوفيق، وأصرت الإبنة وقدمت هذا العام وجاءت النتيجة بتوفيق من الله وحصولها على المركز الأول على مستوى محافظة الشرقية.
وأعربت الأم المثالية عن سعادتها بالفوز الذي تعتبره خير تكريم وتكليل لرحلة كفاحها في تربية ابنيها، وأنها تتمنى أن تصل كل الأمهات لهذا التكريم الذي تستحقه الأمهات جميعهن لما يقدمنه من تضحيات في سبيل إسعاد أسرهن، متوجهة بالشكر لأجهزة الدولة التي قدرت عطاءها وكرمتها بفوزها بهذا اللقب.
وقالت إن الأمنية التي ترغب في تحقيقها هي أن تحج لبيت الله الحرام، كما تتمنى أن يلتحق نجلها محمد بوظيفة ثابتة حيث أنه يعمل حاليا في معرض خاص، وكذلك تأمل أن تكمل رسالتها مع ابنتها حتى تزوجها لرجل صالح يعرف قيمتها ويصونها.
ونصحت الآباء والأمهات بأن يربوا أبناءهم على تقوى الله والمحافظة على الصلاة وحفظ وتلاوة القرآن الكريم، لافتة إلى أن نجلها يحفظ القرآن كاملا ويصلي إماما بالناس في المسجد، وابنتها قاربت على ختم كتاب الله الكريم.
كما وجهت نصيحة للأبناء والبنات بأن يكونوا بارين بآبائهم وأمهاتهم ويكونوا متواضعين بين الناس، وأن يعلموا أن أحرص الناس على مصلحتهم هم الأبوان.
من جهتها، قالت أميرة عبد الله علي ابنة الأم المثالية بالشرقية، إنها كان لديها إحساس قوي بفوز أمها بهذا اللقب الذي تستحقه، وإنها رأت في المنام منذ بضعة أيام أن أمها يتم تكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأبلغت أمها أنها بإذن الله سوف تفوز، وأكدت لها أنه حتى إن لم يحدث ذلك فإنها بالنسبة لها ولشقيقها أم أكثر من مثالية.
وأضافت أنها سوف تسعى لأن تحصل والدتها على لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية، وستقدم لها في المسابقة العام المقبل بإذن الله، لافتة إلى أن أكثر شئ كانت تحرص عليه أمها هو محافظتهما على الصلاة وقراءة القرآن، وكانت تتابع ذلك معهما بنفسها وتسألهما عن أداء كل فرض.
وأشارت إلى أنها تملك حاليا (براند) ملابس شرعية خاص بها، وتوزع منتجها في أنحاء مصر وتصدر الفائض لعدة دول.