الثلاثاء 7 مايو 2024

أعلام التلاوة المصرية 2024| محمد صديق المنشاوي صاحب «الصوت الباكي» (10 ـ 30)

محمد صديق المنشاوي

ثقافة20-3-2024 | 16:33

شمس علاء الدين

أينما ذهبت بشوارع مصر سواء بشهر رمضان الكريم، والذي له قدسيته الخاصة بالإسلام أو في باقي شهور السنة، تستمع إلى القرآن الكريم بأصوات عذبة للكثير من المشايخ الأجلاء، التي تشعرك بالخشوع واستشعار كلمات القرآن الكريم، وتجعل كلمات الله تتخلل عقلك وتصلك رسالتها، فهي أصوات مدرسة التلاوة المصرية.

وتعرض بوابة دار الهلال يوميا خلال شهر رمضان الكريم سلسلة من أعلام التلاوة المصرية، و باليوم العاشر من شهر رمضان الفضيل بالشيخ القارئ محمد صديق المنشاوي

يعد  صوت الشيخ القارئ  محمد صديق المنشاوي  من أشهر الأصوات بعالم تلاوة القرآن الكريم على مستوى العالم الإسلامي، وللشيخ  بصمة خاصة في التلاوة يتميز بصوت خاشع ذي مسحة من الحزن فلُقِّب  بـ«الصوت الباكي».

ولد محمد صديق المنشاوي يوم 20 يناير عام 1920م بمدينة المنشاة بمحافظة سوهاج، نشأ بأسرة توارثت تلاوة القرآن الكريم، لذلك بدأ حفظ القرآن بسن صغير على يد والده.

وبدأت رحلته مع التلاوة بتجواله مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة، حتى سنحت الفرصة له كي يقرأ منفردًا في ليلة من عام 1952 بمحافظة سوهاج، ومن هنا صار اسمه مترددًا في الأنحاء

انضم للإذاعة المصرية وسجل القرآن الكريم مرتلا كاملا، كما له تجارب بالقراءات المشتركة مع كبار قارئي القرآن الكريم، كما له تسجيلات بمختلف الدول العربية، والتفت الحشود من حوله لعذوبة صوته واختلافه عن غيره من الأصوات

وسجل الشيخ القارئ محمد صديق المنشاوي القرآن الكريم كاملًا في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بـالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي. وله أيضًا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا.

تلا " المنشاوي" القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس،  وزار عددًا من الدول الإسلامية كالعراق وإندونيسيا وسوريا والكويت وليبيا وفلسطين والسعودية.

ذاع صيت الشيخ القارئ محمد صديق المنشاوي ولقي قبولًا حسنًا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية، و حصل الشيخ «محمد» على أوسمة عدة من دول مختلفة، كإندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان.

وكان على رأس قراء مصر في حقبة الخمسينيات من القرن العشرين،  مع القراء أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وغيرهم من القراء وما زالوا إلى يومنا هذا على رأس القراء لما كان عندهم من رونق في صوتهم جعلهم يحرزون المراتب الأولى بين القراء

فارق الشيخ الجليل محمد صديق المنشاوي عالمنا 5 ربيع الثاني 1389 هـ، بعد أن أصيب بمرض دوالي المرئ الذي لم يمنعه عن ترتيل القرآن الكريم حتى وافته المنية.

Egypt Air