الأربعاء 22 مايو 2024

مع الصحابة | «سعيد بن زيد» من العشرة المبشرين بالجنة (30 - 10)

سعيد بن زيد

ثقافة20-3-2024 | 18:46

أروى أحمد

حظى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه فالأرض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل عليهم كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة ولستصعبو تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم  بمن يساندهم ويشدد عضدهم،ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني: من أمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضا هم من لازمو الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة.

 ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد صحابة رسول الله، ممن سعو دائما لنصر دين الحق، ونستكمل في اليوم العاشر من رمضان 1445هـ، في جولة مع الصحابة الكرام  بـ«سعيد بن زيد».

 الصحابي الجليل سعيد بن زيد القرشي العدوي، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ابن عم الصحابي أمر المؤمنين عمر بن الخطاب، وزوج السيدة فاطمة بنت الخطاب أخت عمر، واللذان كانا سببا في إسلام عمر.

وتزوّج عمر عاتكة أخت سعيد، وكان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل من الأحناف في الجاهلية، فلم يسجد لغير الله في جاهليته، وأم سعيد بن زيد فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية كانت من السابقين إلى الإسلام وهو ابن عم عمر بن الخطاب وصهره.

وكان سعيد بن زيد مُجاب الدعوة، من ذلك أن أروى بنت أويس شكتْهُ إلى مروان بن الحكم وهو أمير المدينة لمعاوية، وقالت: إنه ظلمني أرضي، فأرسل إليه مروان، فقال سعيد: “أتروني ظلمتُها وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من ظلم شبرا من أرض طُوِّقه يوم القيامة من سبع أرضين”؟! اللهم إن كانت كاذبة، فلا تُمِتْها حتى تُعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئرها”، فلم تَمُت حتى ذهب بصرها، وجعلت تمشي في دارها فوقعَت في بئرها فكانت قبرها.

 

وكان سعيد بن زيد مُقلا في رواية الحديث النبوي، فروى ثمانية وأربعين حديثا جمعها بقي بن مخلد في مسنده، وله في صحيحي البخاري ومسلم حديثان متفق عليهما، وانفرد له البخاري بحديث ثالث، وله في مسند أحمد بن حنبل ثمانية وعشرون حديثًا، وروى عنه من الصّحابة: عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعمرو بن حريث، وأبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني، ومن كبار التابعين: أبو عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي البصري، وسعيد بن المسيب، وقيس بن أبي حازم، عبد اللّه بن ظالم المازني، وزِرُّ بن حبيش، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وغيرهم.

 

وسعيد بن زيد من أوائل المهاجرن إلى المدينة المنورة، وهو واحدا من كبار الصحابة، شهد جميع غزوات الرسول محمد ماعدا غزوة واحدة وهي غزوة بدر، حيث أمره رسول الله بالتجسس على أخبار قريش، كما شهد  حصار دمشق وفتحها، وولاه عليها الصحابي أبو عبيدة بن الجراح، فكان أول من عمل نيابة عن المسلمين في  دمشق،

 

وكان سعيد قائد سلاح الفرسان، وهو الذي أشار على خالد بن الوليد ببدء القتال معركة أجنادين، وتُوُفي بالعقيق سنة 51 للهجرة، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وحُمِل إلى المدينة، وغسله سعد بن أبي وقاص وكفنه.