تحتفل مصر اليوم بعيد الأم، تلك المناسبة السنوية للاحتفال وتقدير مكانة الأم في حياة أسرتها وفي المجتمع، وهو يوم بدأ الاحتفال به منذ عقود، ويحتفل به العالم في أوقات مختلفة من العام، لكن تحت هدف واحد تقدير وتكريم الأم ودورهن الرائد في حماية أسرتها ورعايتهم.
عيد الأم
بدأ الاحتفال بعيد الأم في مطلع القرن العشرين، كانت بدايته برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكّروا الأبناء بأمهاتهم، لكن توسعت رقعة الاحتفال بهذا اليوم، وصار يوما أساسيا في شتى أنحاء العالم يحتفل به في أوقات مختلفة.
تعود فكرة الاحتفال بهذا اليوم إلى الناشطة الأمريكية «آنا جارفيس» التي أنشأت الجمعية الدولية ليوم الأم، وذلك استجابة لرغبة والدتها التي كانت تأمل أن يتم الاحتفال بالأم، وبالفعل بعد وفاة والدتها أقدمت آنا جارفيس على بدء نشاطها للاحتفال بعيد الأم، وقدمت طلبات إلى المسئولين في مدينتها وكان أول احتفال بعيد الأم عام 1908، عندما أقامت ذكرى لوالدتها في أمريكا.
وبتوالي السنوات انتشرت الفكرة في أنحاء العالم، وباتت الدول تخصص يوما للاحتفال بعيد الأم، وتحتفل مصر والعالم العربي بعيد الأم في 21 مارس من كل عام، أما في دول أخرى فيختلف الاحتفال بين يوم 1 مايو في جنوب أفريقيا، أو الولايات المتحدة وألمانيا يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، أو في 22 ديسمبر كما في إندونيسيا،
عيد الأم في مصر
أما في مصر، فكان الاحتفال بعيد الأم نابعا من فكرة طرحها الكاتب الصحفي الراحل علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين، وذلك بعد أن زارته إحدى الأمهات في مكتبه، وقصت عليه قسوة أبنائها، بعد أن قدمت لهم كل الدعم والرعاية بعد وفاة والدهم وهم صغار، لكنها لم تتزوج، وكرّست حياتها من أجلهم، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً.
فاقترح مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وقالا: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق.
وبالفعل كانت ردود الفعل مشجعة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد فيما رفض البعض المقترح، وفي النهاية اتفقت الأغلبية على تخصيص يوما للأمهات واستقروا على أن يكون يوم 21 مارس عيداً للأم، تزامنا مع بداية أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.
حكم الاحتفال بعيد الأم
وأكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بـ"يوم الأم" أمرٌ جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، بل هو مظهرٌ من مظاهر البر والإحسان المأمور بهما شرعًا على مدار الوقت؛ قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14].
وأوضحت أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمرٌ تنظيميٌّ لا علاقة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ فالبدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ كما يتضح هذا جليًّا في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.