قال السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لمصر ومباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي هي استمرار للجهود والتواصل بين الطرفين بشأن الأوضاع في غزة، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية يبدو أن تبحث سبل إدارة الأزمة أكثر من كيفية تحقيق نتائج مباشرة على الأرض.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه الرئيس السيسي في مباحثاته اليوم كان واضحا بشأن تأكيد أنه يجب أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار في غزة وبشكل عاجل، مشيرا إلى أن الموقف الأمريكي من العدوان على غزة يعمل على إدارة الأزمة بدون وجود إرادة حقيقية لوضع حد لما يجري في القطاع، والذي يعاني من استمرار الصراع منذ نحو 6 أشهر مع تدهور الأوضاع الإنسانية.

وأضاف أن أمد الحرب في غزة غير واضح حتى الآن وقد يطول وكذلك التفاوض الذي تقوده مصر وقطر قد يطول أيضا، مؤكدا أن الجانب الإسرائيلي يلوح دائما باقتحام رفح والهدف هو دفع حركة حماس لتقديم تنازلات في التفاوض، بدون أي تقدم حتى الآن بشأن وقف إطلاق النار أو الاتفاق على الإفراج عن الأسرى مما يعني أن الأزمة تسير في طريقها بدون أي تقدم في أي اتجاه.

وأكد العرابي أن الموقف المصري ثابت وواضح وقوي والجهود المصرية تتركز على ثلاثة محاور أساسية، أولها محور المساعدات والثاني وقف إطلاق النار وأي مخطط لاجتياح مدينة رفح والثالث هو محور الوساطة، مشيرا إلى أن هذا هو الجهد المصري الذي تقوم به بجانب استقبال الجرحى في بعض المستشفيات المصرية، فمصر تبذل كل جهدها في هذه المحاور الثلاثة بكفاءة عالية.

زيارة وزير الخارجية لمصر

وكان وزير الخارجية الأمريكي قد وصل إلى مصر اليوم، حيث استقبله الرئيس السيسي، في قصر الاتحادية اليوم، ونقل بلينكن تحيات الرئيس الامريكي "بايدن" وتقديره لدور مصر الراسخ في إرساء السلام والاستقرار بالشرق الأوسط، وهو ما ثمنه الرئيس، مشيدًا بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين، واستمرار التشاور إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، أن اللقاء تناول الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، حيث تم استعراض آخر مستجدات الجهود المشتركة للوساطة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، وقد شدد الرئيس في هذا الصدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مشيرًا إلى ما يتعرض له القطاع وسكانه من كارثة إنسانية ومجاعة تهدد حياة المدنيين الأبرياء، ومحذرًا من العواقب الخطيرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.

كما شدد الرئيس على ضرورة التحرك العاجل لإنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية للقطاع، مؤكدًا ضرورة فتح آفاق المسار السياسي من خلال العمل المكثف لتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.