يوافق اليوم 22 مارس، اليوم العالمي للمياه، والذي يسلط الضوء على أهمية المياه واستلهام الإجراءات الرامية إلى التصدي للأزمة العالمية للمياه.
ومن المجالات الرئيسية التي يركّز عليها يوم المياه العالمي دعم تحقيق إحدى أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يعيش 2.2 مليار شخص بدون خدمات مياه شرب مدارة بأمان، مع ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على حياتهم والمجتمع الأوسع.
يوم المياه 2024
يسلّط يوم المياه العالمي لعام 2024، الضوء على الدور المحوري الذي تؤديه المياه في إرساء السلام والاستقرار والازدهار على المستوى العالمي أو إشعال فتيل النزاع.
فعندما تكون المياه شحيحة أو ملوثة، أو عندما يفتقر الناس إلى الفرص المتكافئة للحصول على المياه أو حين تنعدم فرص حصولهم عليها، قد تنشأ توتّرات بين المجتمعات المحلية والبلدان.
ومع تزايد آثار تغيّر المناخ والنمو السكاني، هناك حاجة ملحة، داخل البلدان وفي ما بينها، للاتحاد في سبيل حماية أثمن مواردنا والحفاظ عليها.
وتعتمد الصحة العامة والازدهار، والنظم الغذائية ونظم الطاقة، والإنتاجية الاقتصادية، والسلامة البيئية، كافة على دورة مائية حسنة الأداء وتُدار بطريقة منصفة.
ويعني هذا أن المساواة وعدم التمييز في ضمان الفرص المتكافئة للحصول على المياه والصرف الصحي يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي متوالٍ على جميع فئات المجتمع، ويمكن للتعاون السلمي بشأن المياه أن يؤدّي إلى تعاون سلمي في جميع القطاعات.
المياه والزراعة
وتعتبر الزراعة أكبر مستهلك للمياه بنسبة 72% من كميات المياه العذبة المسحوبة على مستوى العالم، ووسط السعي الدولي إلى إطعام سكان العالم الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، سوف يتعين أن يزيد الإنتاج الزراعي بنحو 50 في المائة مقارنة بعام 2012.
ويعتمد تحقيق هذا الهدف إلى حد كبير على الابتكارات في مجال إدارة المياه، بما في ذلك الري وتجميع المياه، وكذلك في الممارسات الزراعية المستدامة.
ومع وجود أكثر من 3 مليارات شخص يعيشون في مناطق تعاني من الإجهاد المائي، يعدّ تحسين كفاءة استخدام المياه الزراعية أمرًا بالغ الأهمية.
وتعود فكرة هذا اليوم الدولي إلى عام 1992، وهو العام الذي عُقد فيه مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية في العاصمة الأرجنتينية "ريو دي جانيرو".
وفي نفس العام، اعتمدت الجمعية العامة قرارها 47/193 الذي أعلنت فيه يوم 22 مارس من كل عام يوما عالميًا للمياه.
تهدد العالم
وبمناسبة اليوم العالمي للمياه أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو)، تقريرها السنوي والتي حذرت فيه من أن تزايد ندرة المياه يمكن أن يؤجج الصراعات في جميع أنحاء العالم.
وأفاد التقرير بأن 2.2 مليار شخص على مستوى العالم لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب المدارة بشكل آمن، ويفتقر 3.5 مليارات شخص إلى خدمات الصرف الصحي المدارة بأمان.
وبحسب اليونسكو، فإن واحداً من كل شخصين في جميع أنحاء العالم يعاني من ندرة المياه لعدة أشهر في العام، مشيرة إلى أنه في بعض أجزاء العالم، أصبحت ندرة المياه هي القاعدة، وليست الاستثناء.
وأضافت "نحن نعرف عواقب مثل هذا الوضع، فنقص المياه لا يؤجج نيران التوترات الجيوسياسية فحسب، بل يشكل أيضا تهديدا للحقوق الأساسية ككل".
وتابعت إن الوصول إلى المياه والحفاظ على الموارد المائية يمثلان "تحديات أساسية" للمجتمعات.
وقدر التقرير أن تكلفة تحقيق حصول الجميع على مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي والنظافة في 140 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل ستبلغ حوالي 1.7 تريليون دولار في الفترة من 2016 إلى 2030، أو ما يقدر بنحو 114 مليار دولار سنوياً.