تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم : باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد المساجد التاريخية، الجوامع التاريخية  في مصر وسنلقي الضوء بشكل خاص على مدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم الرابع عشر من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع «جامع الرفاعي» بالقاهرة.

يعد جامع الرفاعي من الجوامع التاريخية المشهورة في القاهرة، يقع جامع الرفاعي بميدان صلاح الدين أسفل قلعة الجبل، تم إنشائه في القرن التاسع عشر، وذلك لكي  يضاهي "جامع السلطان حسن المملوكي".

أطلق على  جامع الرفاعي هذا الاسم نسبة إلى الشيخ علي المعروف بأبو شباك حفيد الإمام أحمد الرفاعي، ثم نسب الجامع بعد إنشاءه إلى الإمام أحمد الرفاعي نفسه صاحب الطريقة الرفاعية إحدى الطرق الصوفية.

كان يوجد في موقع الجامع قديمًا مسجدًا من العصر الفاطمي يسمى ذخيرة الملك، ثم تحول بعد ذلك  إلى مقام للشيخ علي أبو شباك، حتى اشترت خوشيارهانم والدة الخديوي إسماعيل الأماكن المحيطة به، وعينت المهندس حسين باشا فهمي  لإنشاء الجامع عام 1286هـ ، وألحق به مدافن للأسرة العلوية  حيث دُفن فيها الخديوي إسماعيل ووالدته خوشيار قادن والملك فؤاد الأول والملك فاروق الأول في أضرحة منفصلة، كما يضم أيضًا مدفن محمد رضا بهلوي آخر شاه لإيران، افتتح الجامع الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1330هـ.

و تميز جامع الرفاعي بتصميمه المعماري الإسلامي الفريد من نوعه، فقد اتسمت مئذنتا المسجد بالرشاقة والجمال، ويعد الجامع من  أول المبانى التي أستخدمت مادة الأسمنت في بنائها بتاريخ العمارة الإسلامية بمصر وكان ذلك مؤشراً للإنتقال إلى العصر الحديث .