السبت 27 ابريل 2024

حكايات «كليلة ودمنة».. قصة «القرد والنجار» (15-30)

كليلة ودمنة

ثقافة25-3-2024 | 13:55

أروى احمد

«كليلة ودمنة» هو من أشهر الكتب بالعالم التي تقدم عالما كبيرا من  الحكايات والكتاب يضم  مجموعة من القصص المتنوعة، التي ترجمها عبد الله بن المقفع من الفارسية إلى اللغة العربية في العصر العباسي وتحديدا في القرن الثاني الهجري، وكتبه بأسلوبه الأدبي، وقد أجمع عدد كبير من الباحثين على أن الكتاب يعود للتراث الهندي، وتمت ترجمته في البداية إلى اللغة الفارسية ثم إلى اللغة العربية، وسبب نشأته جاءت من رغبة ملك هندي يدعى دبشليم بتعلم خلاصة الحكم بأسلوب مسلي فطلب من حكيمه بيدبا أن يؤلف له هذا الكتاب.    

وكان للنسخة العربية من «كليلة ودمنة»  دورًا رئيسيًا ومهما في انتشاره ونقله إلى لغات العالم، ويصنفه النقاد العرب القدامى في الطبقة الأولى من کتب العرب، ويرون أنه أحد الكتب الأربعة المميزة إلى جانب كتب أخرى، وهو يحتوي على خمسة فصول تضم خمسة عشر بابًا رئيسيًا يتناول قصص تراثية للإنسان على لسان الحيوانات.    

وتقدم  بوابة «دار الهلال» لقرائها طوال شهر رمضان المبارك 1445 هجريا، من كتاب «كليلة ودمنة» كل يوم قصة،  وسنستكمل سلسلة الحكايات بقصة اليوم والتي بعنوان  «القرد والنجار».

وجاء بالقصة: زعموا أن قردًا رأى نجارًا يشق خشبةً وهو راكب عليها، و كلما شق منها ذراعًا أدخل فيه وتدًا، فوقف ينظر إليه وقد أعجبه ذلك، ثم إن النجار ذهب لبعض شأنه فركب القرد الخشبة وجعل وجهه قبل الوتد فلزم الشق عليه "أي قبض عليه ومسكه"، فكاد يغشى عليه من الألم، ثم إن النجار وافاه فوجده على تلك الحالة، فأقبل عليه يضربه، فكان ما لقي من النجار من الضرب أشد ممَا أصابه من الخشبة، ويضرب هذا المثل فيمن يتكلف من القول والفعل ما ليس من شكله، أي من يتصنع أدوارا لا تليق له ولا تناسب قدراته وشخصيته، لمجرد التقليد الأعمى.

Dr.Randa
Dr.Radwa