شهد استاد المنصورة، أمس السبت، فعاليات الليلة الرابعة من ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، المعد احتفالا بشهر رمضان، في إطار برامج وزارة الثقافة.
تضمنت الفعاليات الاحتفاء بالمسيرة الإبداعية للقاص والناقد والمترجم د. عبد المنعم الباز من خلال برنامج "العودة إلى الجذور" المقام بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، وتحدث الناقد والروائي الدكتور أشرف حسن عن المحتفى به بأن المنصورة قدمت للساحة الأدبية أكثر من كاتب طبيب مثل محمد المخزنجي ورضا البهات وعبد المنعم الباز، وليس بغريب أن يجيد الطبيب الحكي لأن الطبيب يرى النفوس في لحظات الضعف والمرض على حقيقتها دون أقنعة.
وأوضح "حسن" أن "الباز" صدرت له في بداياته مجموعتان قصصيتان جيدتان وهو لايزال طالبًا "مشكلة أكسجين فقط" والشاطر حسن يخيب" بعد ذلك صدرت له ست مجموعات وساهم في مشروع تعريب الطب بدولة الكويت حيث يعمل طبيبا شرعيًا وترجم العديد من الكتب الطبية.
وأضاف أن أهم ما يميز "الباز" هو البساطة الشديدة مع العمق، ولن تجد في قصصه أحداثًا قوية من جريمة أو خيانة أو قتل، بالعكس هو يختار منمنمات الحياة ليحكي عنها، وبراعته أن قصصه التي تبدو بسيطة عادية مشحونة بلحظات دالة.
وتابع قائلا: ربما نتعلم من كتابات الباز أن كل لحظة في الحياة لها قيمتها. الحياة ماهي سوى لحظات فارقة إما أن نحسن استغلالها أو أن نهدرها. ويمتلك عبد المنعم الباز جملة سردية شديدة الخصوصية لايمكن تقليدها وقصصه حتى وإن كانت قصيرة في حجم راحة اليد لكنها ذات بناء قوي متماسك.
كما تحدث أيضا عن "الباز" كناقد حصيف صاحب كثير من المقالات في مجلة سطور وقال إن الباز لا يختبئ وراء مقولات أكاديمية جاهزة فيها الكثير من الزيف، وأضاف أن نقده يفيد المبدع فهو نقد مختلف وصادق لما يتمتع به من ذكاء وذائقة جيدة والكثير من براعة الصانعة.
حضر الفعاليات د. عاطف خاطر مدير عام فرع ثقافة الدقهلية، وعزت أحمد زكي مدير قصر ثقافة المنصورة، ولفيف من القيادات التنفيذية والمبدعين وأهل المدينة.
كما شهدت الفعاليات عرضا غنائيا بلغة الإشارة بعنوان "رمضان نور" لفريق مواهب قصر ثقافة المنصورة تدريب الإشارة نهاد عصام وإخراج حازم أحمد، بالإضافة للقاء شعري للموهبة محمد محمود وقصيدة "لمة رمضان".
كما قدمت فرقة المطرية التلقائية للسمسمية تدريب المايسترو خالد الشناوي مجموعة من عروضها الفنية منها "بسم الله بدينا سمينا بدينا، صياد المطرية، دولتنا حربية، من بدري صاحي، يا دنيا سمعاني"، إلى جانب رقصة التنورة، تلى ذلك أمسية شعرية للشاعرة شيماء الغيطي رئيس نادي أدب طلخا، حيث قدمت قصائد "جواب لأمي، لو وحشتك".
وضمن الفعاليات المنفذة بإشراف إقليم شرق الدلتا الثقافي برئاسة عمرو فرج، شارك الأطفال في ورش فنية منها هاند ميد وستنسل وطباعة ورسم على الوجوه للفنان محمد حسني والفنانة مروة حسن، كما شهدت الليلة معرض كتاب لإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
واختتمت الليلة بعرض فني لفرقة المنيا للفنون الشعبية تدريب وتصميم سيد توني، قدمت الفرقة خلاله باقة من الفقرات منها "الخسوف، الواد المنياوي، الآلاتية، سامر التحطيب".
وأطلقت قصور الثقافة الليالي الرمضانية هذا العام بمواقعها المركزية الكبرى، في 4 مواقع بالقاهرة منها قصر ثقافة روض الفرج والحديقة الثقافية بالسيدة زينب ومسرح السامر وقصر السينما.
كما تنظم الهيئة فعاليات ليالي رمضان في 6 محافظات مصرية تمثل أقاليم مصر كافة، وهي: المنيا والإسماعيلية والأقصر والبحيرة والدقهلية والفيوم، بجانب أنشطة هيئة قصور الثقافة المتعددة فى كل الفروع الثقافية بباقي المحافظات.
وأعدت الهيئة برنامجًا لأطفال المناطق المطورة "بديل العشوائيات"، كما تقدم أنشطة مكثفة بمبادرة "أنت الحياة"، بالتعاون مع مؤسسة "حياة كريمة" في 14 محافظة.