السبت 27 ابريل 2024

تفاصيل قرار مرتقب في مجلس الأمن لوقف الحرب في غزة

مجلس الأمن الدولي

تحقيقات25-3-2024 | 14:58

أماني محمد

يعقد مجلس الأمن مساء اليوم، جلسة لمناقشة مشروع قرار جديد لوقف الحرب على غزة والتصويت عليه، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي، والذي أودى بحياة أكثر من 32 ألف شهيد فلسطيني بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين.

اجتماع مجلس الأمن

مشروع القرار الجديد، الذي سيصوت عليه مجلس الأمن اليوم، تقدم به الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الذين تفاوضوا مع الولايات المتحدة في محاولة لتجنب استخدام حق النقض مرة أخرى، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر دبلوماسية.

ويطالب النص الجديد للقرار بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وهو ما يجب أن يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، كما يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وكذلك رفع جميع الحواجز أمام تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع.

وكان مجلس الأمن قد فشل طوال الفترات السابقة في إصدار أي قرار بشأن وقف الحرب على غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد الصياغات السابقة للقرارات التي تطالب بوقف إطلاق النار، فيما استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد نص سابق، الجمعة الماضي، اقترحته الولايات المتحدة، لأنه لا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار.

ويتطلب الموافقة على القرار موافقة تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام حق النقض من جانب أي من الدول الخمس الدائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.

وقال دبلوماسي، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية "نتوقع، ما لم يطرأ أي تطور في اللحظة الأخيرة، أن يتم تبني مشروع القرار وأن الولايات المتحدة لن تصوت ضده".

ضرورة وقف إطلاق النار

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في تصريحات له اليوم، على هامش المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الأردني، إنه يرى إجماعا دوليا متزايدا على أنه يتعين على المجتمع الدولي إبلاغ إسرائيل بأن هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار، مؤكدا أنه من الضروري للغاية الحفاظ على حياة الناس في غزة وأن الأمم المتحدة تصر على ضرورة وقف إطلاق النار.

وقال جوتيريش: "في البداية كان صوتنا وحيدا نسبيا، لكننا الآن نشهد المزيد والمزيد من المجتمع الدولي يعترف بنفس الشيء".

وتابع: "إننا نرى إجماعًا متزايدًا ينشأ في المجتمع الدولي لإخبار الإسرائيليين بأن وقف إطلاق النار ضروري، كما أرى أيضًا إجماعًا متزايدًا، سمعته في الولايات المتحدة، وسمعت من الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن العالم الإسلامي بالطبع، على ضرورة وقف إطلاق النار. أقول بوضوح للإسرائيليين أن أي غزو بري لرفح يمكن أن يعني كارثة إنسانية."

يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس الأحد إن إسرائيل منعتها من توصيل مساعدات إلى شمال غزة حيث خطر المجاعة على أعلى مستوى.

المحاولات السابقة

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي يشترط وقف إطلاق النار في غزة بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن المتبقين المحتجزين حاليًا في غزة، وهو ما اعتبرته روسيا بأنه مشهداً منافقاً نموذجياً، بسبب عدم مطالبة القرار بوقف إطلاق النار، فقال المندوب الروسي أنه “لم تكن هناك دعوة لوقف إطلاق النار في النص، متهما القيادة الأمريكية بـ”تضليل المجتمع الدولي عمدا”.

من جانبه، قال المبعوث الصيني تشانغ جون، إنه يتعين على المجلس أن يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، مضيفا أنه تم إهدار الكثير من الوقت في هذا الصدد، مؤكدا أن الصين ستدعم مشروع قرار جديد تم تداوله بالفعل وهو واضح بشأن مسألة وقف إطلاق النار ويتماشى مع الاتجاه الصحيح لعمل المجلس وله أهمية كبيرة.

ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد أربعة مشاريع قرارات دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.

أعلنت مصادر طبية فلسطينية اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 32,333، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، موضحة أن حصيلة الإصابات بلغت 74,694، وأن الاحتلال ارتكب 11 مجزرة في القطاع، أدت إلى استشهاد 107 مواطنين، و176 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن بعد تعطيل مشروع القرار الأمريكي، من قبل روسيا والصين، يوم الجمعة الماضي باستخدامهما حق النقض الفيتو، يأتي مشروع القرار اليوم أمام مجلس الأمن والمقدم من الجزائر وفرنسا، والذي يهدف إلى وقف إطلاق النار.
وأوضح فهمي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن القرار ينص على وقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، وهو قرار يحظى بأغلبية، لكن قد يكون هناك بعض الردود الفعل السلبية لوقفه، موضحا أن الاختلاف في هذا القرار أنه يتبنى وجهة النظر الخاصة بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وهو مطلب أوقفته الولايات المتحدة الأمريكية وأعاقته عدة مرات.
وأشار إلى أنه رغم ذلك قد يمر مشروع القرار الجديد الحالي المطروح أمام مجلس الأمن اليوم، يطالب بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وهو وقف فوري وغير مشروط والإفراج عن كل الرهائن، وكذلك إزالة كل العوائق أمام المساعدات الإنسانية لدخول القطاع، موضحا أن الصين أعلنت دعمها للقرار.
ولفت إلى أن المشروع قد يمر ويقره مجلس الأمن، لعدة أسباب ومنها أن هناك تأييد للقرار من قبل عدة دول، كما أن الولايات المتحدة قد توافق عليه بعد تغيير وتعديل الصياغة فيه، موضحا أن تمرير القرار لا يعني وقف إطلاق النار بشكل فوري، لأنه لا يزال يفتقد إلى الآليات ولا يمكن تنفيذه بشكل فوري.
وأشار إلى أن القرار أمامه سيناريوهين، الأول إذا صدر فسيبدأ وضع آليات تنفيذ ومتابعة التطبيق على أرض الواقع وهو أمر قد يأخذ بعض الوقت، والثاني ألا يتم تمريره وأن تستخدم واشنطن حق النقض لتعطيله، إلا أنه في هذه الحالة قد تتم إعادة التصويت عليه عدة مرات.
وشدد على أنه في كل الأحوال سيبقى للقرار دلالات رمزية للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق وتمرير موضوع الهدنة وهو الهدف المطلوب في الوقت الحالي.

Dr.Randa
Dr.Radwa