تحتوي القاهرة عاصمة مصر لأكثر من ألف عام على العديد من الشوارع والميادين التاريخية، التي يمتد عمرها إلى قرون قديمة، والتي يقصدها عدد كبير من السياح والمواطنين للاستمتاع بجمال العاصمة، فهي تعد من معالم القاهرة التاريخية السياحية الشهيرة.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد الشوارع التاريخية المعروفة، و في اليوم السادس عشر من رمضان 1445هـ، نذهب  في جولة مع «شارع خان الخليل».

شارع خان الخليلي

يعد أحد أحياء وشوارع القاهرة القديمة، التي  تجذب  عدد كبير من السياح في مصر بشكل عام،  ويمتاز الشارع بوجود بازارات ومحلات ومطاعم شعبية.

 يعود تاريخ الشارع لـ600 عام ميلادي، فقد قال المؤرخ العربي "المقريزي" أن معنى اسم هذا الشارع هو: يقسم لمقطعين فخان  تعني المبنى المربع الكبير الذي يحيط بفناء ويشبه الوكالة "السوق"، وتشتمل الطبقة السفلى منه الحوانيت"محلات تجارية"، وتضم الطبقات العليا منه المخازن والمساكن، والمقطع الثاني نسبة إلى منشئه الشريف "الخليلي" الذي كان يعتبر كبير التجار في عصر السلطان برقوق عام 1400 م.

وهو واحد من ثمانية وثلاثين سوقاً كانت موزعة أيام المماليك على محاور القاهرة، ويقع هذا الخان وسط المدينة القديمة فوق مقابر الخلفاء الفاطميين سابقاً.

والأسلوب الذي كانت تعرض به البضائع في القاهرة القديمة حيث كانت تتلاصق الأسواق وتمتلئ الحارات بالحوانيت التي تعرض بضائع مختلفه من الأصناف والألوان المتميزه، أمر أشبه مايكون بمعرض دائم ومستمر للبضائع المختلفة، ممايتيح فرصة ممتازة للمشتري في أن ينتقى مايريد ويختار الأفضل.

 وقد كان ولايزال خان الخليلي  مصدر إلهام كبير للعديد من الأدباء المصريين، ويعد أبرزهم الكاتب نجيب محفوظ الذي ألف إحدى رواياته التي تدور أحداثها بالحي وتحمل اسمه «خان الخليلي» والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي .

وقد كتبَ نجيب محفوظ،  في روايتهُ «خان الخليلي»  واصفًا إياه بـ: «ستجِد في الشارع الطويل، عِمارات مُربعة القوائم تصِل بينها ممرات جانبية تقاطع الشارع الأصليّ، وتزحُم جوانب الممرات والشارع نفسه بالحوانيت "أيّ الدُكان"، فدُكان للساعاتي وخطاط وأخر للشاي، ورابع للسجاد وخامس للتُحف وهكذا، بينما يقع هُنا وهناك مقاهي لا يزيد حجم الواحدة منها عن حجم الحوانيت الصغيره.

ومن أشهر المقاهي التي يزيد عمرها عن مائتي عام هو مقهى الفيشاوي، وهو من أقدم مقاهي القاهرة، وكان نجيب محفوظ من أشهر رواده في فترة الستينات من القرن العشرين.