الإثنين 29 ابريل 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر| «متاتيا» ملتقى كبار المفكريين والسياسيين (16-30)

مقهى متاتيا

ثقافة26-3-2024 | 11:38

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءً مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافية مهمة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

 ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك بعام 1445 هجرية أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي  مما لهم من تاريخ وأثر.

ونذهب اليوم في رحلة إلى مقهى «متاتيا» ملتقى كبار المفكريين والسياسيين 

يعتبر مقهى "متاتيا" بمنطقة العتبة الخضراء بوسط القاهرة من أهم المقاهي ذات التاريخ العريق، حيث كان المقهى ملتقى لكبار المفكريين والسياسيين وقتها، حيث انطلقت منه دعوات التفكير والتنوير قرب التحضيرات للثورة العرابية، وكان يضم جميع فئات المجتمع المصري.

أخذ المقهى اسمه من اسم العمارة الموجود فيها، وهي عمارة "متاتيا" اشهر عمارات العتبة والتي حملت اسم المهندس الإيطالي الذي قام بإنشائها، بقلب ميدان العتبة وقتئذ.

ويرجح أن عمارة متاتيتا أنشأت في عام 1875م، وهي أشهر العمارات الموجودة على الإطلاق لعدة اسباب منها، أنه كان يوجد بها واحدة من أهم اللوكاندات وهي "لوكاندة مصر"، وأن المهندس "متاتيا" أتى بعدد من فرق الأوكروبات الأوروبية لتقيم عروضها أسفل العمارة، وآخر الأسباب هذا المقهى الذي حمل اسمه.

وكان مقهى "متاتيا" من أكبر المقاهي مساحة بالقاهرة، وأهمها من حيث الموقع الجغرافي، فقد كانت تطل على ترام العتبة الشهير، الذي أنشأه الخديوي، وكان المقهى يشغل واجهة العمارة المطلة على الميدان.

شهد مقهى متاتيا أهم فترات النهضة الأدبية في مصر، وكانت مقرًّا للشاعر حافظ إبراهيم الذي كان دائم الجلوس هناك وكتب فيها أجمل قصائده، وجمع المقهى مع حافظ إبراهيم قامات الشعر أمثال المازني، وإمام العبد، والمويلحي وعبد العزيز البشري، وغيرهم...

ولكن الجمال دائمًا لا يدوم ولكن يبقى أثره في التاريخ محفور، فقد هدمت قهوة "متاتيا" لأن جدرانها كانت آيلة للسقوط وتم إخلاء العمارة وأزالتها، ليشهد المكان تاريخ المقاهي.

Dr.Randa
Dr.Radwa