تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم : باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم السادس عشر من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع  جامع الإمام الحسين.

يعد جامع الإمام الحسين من أحد الجوامع التاريخية الأثرية المهمة في القاهرة، والذي يقع في القاهرة القديمة في الحي الذي سمي على اسم الإمام، أنشأ الجامع تحت إشراف الصالح طلائع، بالعصر الفاطمي عام 549 هجري.

أطلق على الجامع هذا الإسم نسبة للإمام الحسين عليه السلام حفيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بني الجامع من الحجر الأحمر على الطراز الغوطي، كما أنشأة مأذنتيه اعلى نمط  مأذن العصر العثماني ذات الشكل المستطيل، ويتكون المسجد من الداخل  من خمس صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية، ومحراب الجامع  نفذ من قطع صغيرة من بلاطات القيشاني الملون بدلا من الرخام وهو يعود لعام 1303هـ ، وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدي إلى حجرة المخلفات التي بنيت عام 1311 هـ.

ويضم الجامع من الداخل أيضا على داخل نجفة في العالم العربي، والتي يصل وزنها إلى خمسة أطنان من الكريستال المحلى بالذهب الخالص وقوائمه من الفضة الخالصة.

 ويحتوي جامع الإمام الحسين في الخارج على  ثلاثة أبواب من الجهة الغربية وباب من الجهة القبلية وباب من الجهة البحرية يؤدي إلى صحن به مكان للوضوء.

ويجاور الجامع ضريح يحمل إسم الإملم كذلك، ويقال أن رأس الحسين الشريفة قد دفنت به.

رمم الجامع، وتم عمل توسعات وتأهيل شامل له من الداخل، وقام بافتتاحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في 27 أبريل من عام 2022م.