الأضرحة تشكل معالم معمارية تُقام على قبر فرد ما، بهدف الإبقاء على ذكراه وتأريخ موقع دفنه، وفي مصر، تبرز العديد من الأضرحة التي تحمل أهمية خاصة لشخصيات دينية كبيرة تركت بصمتها في تاريخ الإسلام، يعتبر بناء الأضرحة وتزيينها بالزخارف والنقوش جزءًا من التقاليد المصرية لتخليد ذكرى الأفراد الذين قدموا إسهامات كبيرة في المجتمع.

يتميز المقام عن الضريح، إذ لا يكون بالضرورة مكانًا للدفن، بل قد يُقام في مكان قضى أو مارس فيه طقوسه الدينية، يُستخدم المقام لتخليد الشخصية والذكريات المرتبطة به، وقد يكون مكانًا للعبادة أو الزيارة من قبل الناس.. من بين الأضرحة الشهيرة والمقامات:

السيدة رقية

يُعدّ ضريح ومسجد السيدة رقية في القاهرة واحدا من أبرز المعالم الإسلامية التي شُيّدت في العصر العثماني، حيث قام ببنائه الأمير عبد الرحمن كتخدا بالقرب من مدافن القرافة وجامع شجرة الدر.

وكان الموقع يضم في الأساس مسجداً صغيراً يعود للعصر الفاطمي عُرف باسم "مسجد الأندلس"، قبل أن تأمر الأميرة علم الأميرة إحدى زوجات الخليفة الفاطمي ببناء المشهد الحالي سنة 533هـ، على الرغم من عدم وجود ما يؤكد أن السيدة رقية مدفونة به.

يوجد تابوت خشبي عليه كتابه بالخط الكوفى تقول «هذا الضريح السيدة رقية بنت علي بن ابي طالب وأمر بعمل الضريح جهة الكريمة الآمرية على يد السني أبو تراب حيدرة بنأبي الفتح في سنه 533 هجرية».

يتكون الضريح من مستطيل يحتوي على المدخل في وسط الجدار الغربي، وعلى جانبي المدخل يوجد محرابان مزخرفان بأشكال هندسية جميلة. وينقسم المشهد من الداخل إلى ثلاثة أجزاء، القسم الأوسط عبارة عن مربع مساحته 5 أمتار x 5 أمتار وتغطيه قبة، والقسمان الجانبيان مستطيلان مساحة كل منهما 5 أمتار x 2.85 متر ويغطيهما سقف خشبي.

وتمتاز القبة الرئيسية للضريح بجمال تصميمها، فهي مكوّنة من 24 ضلعا ومرتكزة على قاعدة مثمنة الأضلاع، مع وجود نوافذ ذات فتحات ثلاثية في منتصف كل ضلع من أضلاع قاعدتها المربعة.