واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث شهد اليوم الـ174 للعدوان استمرار القصف واستهداف أنحاء قطاع غزة، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء لأكثر من 32.5 ألف شهيد، مع استمرار الاحتلال عدم الامتثال لتنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، بينما يعيش القطاع ظروف إنسانية كارثية تصل لحد المجاعة بسبب عدم توافر الماء والغذاء والأدوية.
العدوان على غزة
واستشهد عشرات الفلسطينيين اليوم وأُصيب آخرون، في قصف الاحتلال عدة أحياء في مدينة غزة، حيث استشهد 6 فلسطينيين من منتظري المساعدات الإغاثية، جراء استهدافهم بالرصاص والقذائف المدفعية في منطقة غزة الصناعية، شرق مدينة غزة.
فيما استشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال محيط مجمع الشفاء الطبي، وطال عدة منازل، فيما لا يزال عدد كبير منهم تحت ركام المنازل، واستشهد آخرون في استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي أربعة منازل في مخيم الشاطئ، منها بناية المزنر السكنية.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلين في حي النصر، وثالث في حي الشجاعية، وآخرين في حي الزيتون شرق مدينة غزة، كما قصفت مركزا للأجهزة الكهربائية في مخيم جباليا، ما أدى لاشتعال النيران فيه.
ولقي طفلا مصرعه، نتيجة المجاعة وعدم توافر العلاج في قطاع غزة، ليرتفع عدد ضحايا سوء التغذية في قطاع غزة إلى 30 مواطنا، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، والتي أعلنت أن الطفل توفي نتيجة سوء التغذية والجفاف، ونقص الإمدادات الطبية، في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة.
وتواصل سلطات الاحتلال منع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة إلى مناطق الشمال، فيما لا تكفي المساعدات التي تصل إلى جنوب القطاع حاجة المواطنين، خاصة مع نزوح أكثر من 1.3 مليون مواطن من شمال غزة إلى جنوبها، وتحديدا إلى رفح.
عدد شهداء العدوان
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الخميس، ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى 32.552 شهيدا، و74.980 مصابا، موضحة أن الاحتلال ارتكب 6 مجازر خلال الساعات الـ 24 الماضية، أدت لاستشهاد 62 مواطنا، واصابة 91 آخرين.
وحذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "اوتشا"، من أن "الوقت ينفد، ولا تزال عوائق الوصول لتقديم المساعدات قائمة في قطاع غزة"، موضحا في بيان له اليوم، أن "أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون مستوى شديداً من انعدام الأمن الغذائي"، مؤكداً أنه "لا بديل عن توصيل المساعدات برا، لإنقاذ الأرواح، لا سيما في شمال قطاع غزة".
فيما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، أنه لا يتم إدخال غذاء كافٍ إلى غزة، إلى جانب استمرار مشاكل التوزيع جراء "الوضع الأمني وقلة التعاون والتنسيق"، موضحا أن "المشكلة الأساسية هي عدم إدخال القدر الكافي من الأغذية، وعدم التعاون مع السلطات الإسرائيلية، وعدم كفاية الوقود وعدد الشاحنات".
تحذير فلسطيني
وحذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، من مغبة ومخاطر التعايش الدولي مع الرفض الإسرائيلي المتواصل لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الداعي لوقف إطلاق النار، ومن التراخي في متابعة تنفيذه.
وطالبت في بيان له، اليوم الخميس، مجلس الأمن اتخاذ ما يلزم من الإجراءات الملزمة لتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار، وتنفيذ القرار، ومتابعة تنفيذه، بما يؤدي لضمان حماية المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية لجميع مناطق القطاع بشكل مستدام براً وجواً وبحراً.
وأشارت الوزارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل فرض أجندته وطريقته في حرب الإبادة المتواصلة على شعبنا، مستغلا عجز المجتمع الدولي في تنفيذ قراراته، وضمان تنفيذ إرادته، التي تحظى بإجماع فيما يخص حماية المدنيين، وإدخال المساعدات الإغاثية لهم بشكل مستدام.
ولفتت إلى أن نتنياهو يتعمد تصدير أزماته إلى الساحة الفلسطينية، والمنطقة، والعالم، ويتعامل مع جميع الأطراف بسياسة (تدفيع الثمن)، للتخفيف من حدة تلك الأزمات، ولإطالة أمد بقائه، وائتلافه اليميني الحاكم بالحكم.