الأحد 28 ابريل 2024

علماء ومفكرون في الإسلام| «أبو العتاهية» (30-19)

أبو العتاهية

ثقافة29-3-2024 | 15:15

بيمن خليل

ظهر في تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء المسلمين البارزين الذين قدّموا إسهامات هامة في مختلف المجالات المعرفية، مثل: العلوم التطبيقية والدينية واللغوية والفلسفية والطبية والاجتماعية، فقام هؤلاء العلماء بتأسيس مناهج وقواعد علمية راسخة في أشهر العلوم، أفادت البشرية جمعاء إلى يومنا هذا.

وفي سلسلة نُقدّمها خلال أيام شهر رمضان المبارك، سنتعرّف كل يوم على أحد هؤلاء العلماء المسلمين البارزين، ونستعرض إسهاماتهم على مرّ التاريخ في ميادين المعرفة المختلفة.

وفي الحلقة من هذه السلسلة بالتعريف بأشهر وأبرز علماء اللغة العربية والأدب، وما قدّموه من آثار جليلة غنّت هذا الفنّ.

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي أبو إسحاق "أبو العتاهية" ( 130 - 213 هـ / 747 - 826 م) كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر كُتبت في عصره، غير أنه كان سريع الخاطر واتسمت أشعاره بالإبداع.

كان "أبو العتاهية" بائعا للجرار، ثم مال وقتها إلى العلم والأدب واتجه إلى نظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد بأشعاره حتى علت مكانته لديهم.

هجر "أبو العتاهية" الشعر لفترة إلى إن وصل هذا الأمر للخليفة العباسي هارون الرشيد فأمر بسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه الشعر مرة أخرى.

وأطلق عليه "أبو العتاهية" لما عُرف عنه في شبابه من مجون ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء.

ومن قصائده في النسك والموعظة

نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية     .. طفلُ الملوك هنا، كطفل الحاشية

ونغادر الدنيا ونحن كما ترى      .. متشابهون على قبور حافية

أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا .. وحسابُنا بالحق يوم الغاشية

حور وأنهار، قصور عالية .. وجهنمٌ تُصلى، ونار حامية

فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي     .. ما دام يومُك والليالي باقية

وغداً مصيرك لا تراجع بعده    .. إما جنان الخلد وإما الهاوية

Dr.Randa
Dr.Radwa