الإثنين 29 ابريل 2024

ليست المرة الأولى ترامب وصهره يُثيران الجدل

صورة أرشيفية

1-4-2024 | 01:33

تقرير: يمنى الحديدى
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية تزداد المعركة شراسة بين المرشحين، لكن ترامب كالعادة يفوق ما هو متوقع، فدائما ما يردد ترامب أن عدم انتخابه هو انتهاء للديمقراطية فى أمريكا، لكن فى تصريحاته الأخيرة فى ولاية أوهايو أعلنها ترامب صراحة أن عدم انتخابه سيكون انطلاقا لـ«حمام دم»، ورغم أنه حاول تصحيح الوضع لاحقا، لكن الكلمة تركت أثرا كبيرا دوليا ومحليا، وأعادت للأذهان مشهد اقتحام الكونجرس عقب خسارته فى الانتخابات الماضية؛ ليبقى السؤال: هل تعمّ الفوضى أمريكا إذا خسر ترامب؟ الحقيقة أن ترامب نفسه ليس الوحيد الذى يُدلى بتصريحات مثيرة للجدل فى الفترة الأخيرة، فجايرد كوشنر زوج ابنته ايفانكا، خرج فى توقيت مزامن وهو يلقى محاضرة فى جامعة هارفارد؛ ليصرح بأنه يجب ترحيل المدنيين فى غزة إلى صحراء النقب أو إلى مصر أثناء ما أسماه تطهير القطاع من المقاومة، أما عن حل الدولتين فقال كوشنر إنها فكرة سيئة، من شأنها أن تكافئ الناس على الأعمال الإرهابية على حد قوله. صحيفة الجارديان التى نقلت التصريحات قالت إنها لمحة عما ستكون عليه السياسة الخارجية الأمريكية. أما لهجة ترامب فهى ليست المرة الأولى التى يتكلم فيها بعنف مع استخدام ألفاظ وتعبيرات همجية ومثيرة للكراهية، فهو الذى يدعو دائما إلى اعتقال معارضيه، وحتى إنه طالب أحيانا بإلغاء الدستور. وتبنى ترامب هذه اللهجة العدائية العنيفة منذ ترشحه للرئاسة المرة الأولى، حيث أخبر مؤيديه ذات مرة أنه سيدفع جميع نفقاتهم الحكومية إذا هاجموا أحد المتظاهرين فى إحدى مسيراته، وصعّد من لهجته بعد خسارته فى 2020 وشجع مناصريه على العنف حتى انتهى بهم الحال باقتحام مبنى الكابيتول، ولا يزال يصفهم بالوطنيين المضطهدين حتى الآن. هذه أيضا ليست المرة الأولى التى يلمح فيها ترامب عن إمكانية حدوث فوضى فى حال عدم فوزه، ففى يناير الماضى صرح مرتين بأنه قد تكون هناك أعمال عنف إذا حكمت المحكمة العليا ضده فى نزاعه حول أهليته الترشح، محذرا من مشكلة كبيرة و«هرج ومرج فى هذا البلد» على حد قوله، كما صرح مراراً بأن عدم انتخابه يعنى انتهاء الديمقراطية فى الولايات المتحدة. لكن حسب بعض الخبراء فإن ترامب يحاول استخدام نفس الفكرة التى تقوم عليها حملة بايدن، فكما يحاول بايدن ترسيخ فكرة أن ترامب تهديد للديمقراطية فى عقل الناخب الأمريكى، على الجهة الأخرى يحاول ترامب أن يستخدم نفس السلاح بصورة عكسية، ويحاول هو أن يثبت فكرة أن بايدن نفسه هو التهديد للديمقراطية الأمريكية، ولكن بصورة أو بلغة أكثر فظاظة كما يصفها بعض الخبراء. فترامب منذ ترشحه أول مرة وهو معروف بعفويته وتلقائيته فى الحديث، ربما يعى جيدا ويقصد ما يقوله، لكنه لا يعرف جيدا كيف يصيغه بلغة السياسة، وأوقعه هذا فى العديد من المشاكل سواء عندما جلس على كرسى الرئاسة أو حتى الآن، أما النقطة الأهم فهى استعداده لاستخدام القوة إذا لم يحصل على ما يريد، وهو ما حدث بالفعل فى أحداث مبنى الكابيتول 2020 عندما خسر الانتخابات. ربما لهذا السبب يرفض ترامب فى كثير من الأحيان شرح ما كان يقصده بحديثه، كما أنه رفض مناظرة منافسيه فى الانتخابات التمهيدية، كما أنه يختار محاوريه الإعلاميين المفضلين حتى يسير الحوار كما يخطط هو له. لكن هذه المرة خرج ترامب ليبرر ما قاله عن «حمام الدم» الذى قد يحدث إذا لم يتم انتخابه، وكتب فى حسابه على السوشيال ميديا، «تظاهرت وسائل الإعلام المزيفة للحقائق وشركاؤها الديمقراطيون فى تدمير أمتنا وأعلنوا أنهم صدموا من استخدامى لكلمة «حمام دم»، وهم يعلمون تماما أننى كنت أقصد الواردات التى سمح بها -المحتال- بايدن، والتى تقضى على صناعة السيارات لدينا». حيث تعهد ترامب أثناء حديثه بفرض رسوم جمركية على السيارات المصنعة خارج أمريكا؛ ليصرح بعدها التصريح الشهير، «الآن إذا لم يتم انتخابى فسيكون ذلك حمام دم للجميع». لكن بالرغم من تبريره لمصطلح «حمام الدم» إلا أنه لم يستطع أن يبرر كلمة «حيوانات» التى وصف بها المهاجرين فى الخطاب نفسه، حيث قال «بعض المهاجرين ليسوا بشرا فى رأيي». وبالطبع لن ينتهى الخطاب قبل أن يؤكد أن الديمقراطية الأمريكية ستنتهى إذا خسر، وقال صراحة: «لا أعتقد بأنه ستجرى انتخابات أخرى، وإذا كان هناك فبالتأكيد لن تكون ذات معنى». يرى البعض أن ترامب فى معركته الانتخابية الثالثة أصبح أكثر وضوحا وعدائية، وكأنه يقول للجميع هذا أنا فماذا أنتم فاعلون، فبعد تصريحاته الأخيرة بيوم أجرى مقابلة مع قناة فوكس نيوز، وأكد تصريحاته السابقة بأن «المهاجرين يسممون دماء البلاد». ويكمن الخطر الحقيقى فى حديث ترامب وتصريحاته العنيفة هو إقدام بعض مناصريه على تحويل هذه العبارات والتلميحات العنيفة إلى أحداث عنف حقيقية على الأرض بما فى ذلك أحداث الكابيتول، حتى تلقى المسئولون عن إنفاذ القانون والمدعون العامون المشاركون فى قضايا ترامب الجنائية المرفوعة ضد الرئيس السابق تهديدات، وكذلك قام بعض العاملين فى الانتخابات ومديرو الانتخابات والمسئولون الذين رفضوا الموافقة على محاولات ترامب لإلغاء الانتخابات بالإبلاغ عن تعرضهم للتهديدات. وذلك ليس بغريب، بل بالعكس هو أمر متوقع عندما تقوم شخصية قيادية بالتحريض، ولم يتوقف ترامب عن ذلك، فقد حث أنصاره مؤخرا على ملاحقة المدعى العام لنيويورك الذى رفع مكتبه دعوى قضائية ضده بتهمة الاحتيال، الأمر الذى يوضح الخطر القادم إذا استمر ترامب فى تصعيد لهجته وحثّ مناصريه على العنف، والخطر الأكبر إذا خسر بالفعل الانتخابات، وما يمكن أن يحدث حينها؛ إذ يمكن أن تتكرر أحداث الكابيتول، أم سيكون لدى ترامب سيناريو آخر أكثر عنفا وفوضى؟!