يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافية هامة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.
يعتبر مقهى الصفصاف الذي يقع بمدينة المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس قرب المسجد الأحمدي وقصر الناصر باي من أشهر وأعرق المقاهي هناك، ويرجع ذلك لتاريخها الكبير الذي يمتد لأكثر من مئة عام، حيث تأسس المقهى عام 1860م تقريبًا، على يد القاضي المالكي في عهد البايات "محمد البحري".
ويتميز مقهى الصفصاف بأجواء طبيعية كعين الماء الطبيعية الموجودة داخله والتي يتم استخراج المياه منها عن طريق ساقية يديرها جمل.. كما يمتاز المقهى بوجود أشجار الصفصاف المثمرة ومن هنا سمي المقهى بهذا الاسم، وكان في بداياته مقصدًا لراحة وتلاقي قوافل التجار والمسافرين.
ويتميز المقهى أيضًا بطرازه المعماري التونسي الأصيل برغم عملية تجديده على يد المهندس «فيكتور فالونزي» مازال محافظًا عليه، وكان يجلس على مقهى الصفصاف كبار رجال الدولة والفن والإعلام لقضاء أوقاتهم المميزة فيه، كما ظهر العديد من أبرز المبدعين من هذا المقهى.