تزامنا مع أداء اليمين الدستورية لبدء ولاية جديدة للرئيس عبد الفتاح السيسى في الثانى من أبريل الجارى، أعلنت منظمة برلمان البحر الأبيض المتوسط منح الرئيس عبد الفتاح السيسي، جائزتها السنوية لهذا العام (2024) بعنوان بطل السلام، وهى الجائزة التي تُمنح سنويًا للأفراد والمنظمات لمساهماتهم البارزة في مختلف المجالات بشكل كبير في تعزيز التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحماية البيئة والثقافة والحوار بين الأديان في المناطق الأورومتوسطية والخليج، وبالتالي تعزيز السلام والازدهار، إذ من المنتظر أن يتم تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العامة الثامنة عشرة للمنظمة، المقرر عقدها في 15 مايو 2024، في براغا، بالبرتغال، تقديرا لدوره ومساهمته في تعزيز السلام والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
والحقيقة أن اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسى للفوز بهذه الجائزة إنما هو استحقاق واجب على جهوده المضنية التي بذلها على مدار الأشهر بل السنوات الماضية في سبيل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بصفة عامة والأراضي الفلسطينية المحتلة على وجه الخصوص، إذ لم تكن المرة الأولى التي يتدخل فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف العدوان والهمجية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وإن كانت الأزمة الراهنة أشدها على الإطلاق.
ورغم ذلك ظلت السياسة المصرية التي رسمها الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه تطورات الأوضاع وخطورتها، سياسة حكيمة محققة التوازن بين ضرورة العمل على وقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الحيوية إلى الفلسطينيين وإطلاق سراح الرهائن من ناحية، وضرورة التوصل إلى حل نهائي ودائم للازمة من خلال حل الدولتين على النحو الذى يتوافق مع المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية والإقليمية ذات الصلة، من ناحية أخرى.
ومن نافلة القول إن هذا التكريم الذى يستحقه الرئيس عبد الفتاح السيسى بجدارة إنما يحمل دلالتين مهمتين: الأولي، أن مصر بقيادته لا تزال تمثل الركيزة الأساسية في أي تحركات أو تطورات تشهدها المنطقة بصفة خاصة والعالم بأسره، وهذا ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى في معرض كلمته أثناء أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب حينما ذكر أنه في خضم ما يشهده العالم من تحولات متسارعة تمثل مصر فيه ركيزة لا غنى عنها لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية.
أما الدلالة الثانية، تتعلق بالتحول الذى بدأ يشهده الرأي العام العالمي بعيدا عن الرؤية المغلوطة التى هيمنت عليه في فترة سابقة بشأن الملف الفلسطيني إذ كشفت جرائم الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، عن حقائق ظلت خافية وأحداث ظلت مشوشة حول واقع القضية الفلسطينية، واليوم فقد انجلي كل هذا الضباب واتضحت الصورة بشكل جلى بأن ما فتأت تردده الدبلوماسية المصرية من أن استمرار الأوضاع الراهنة سيؤدى إلى انفجار الموقف بما يحمله ذلك من مخاطر عدة على الجميع، وأن منح هذه الجائزة اليوم هو اعتراف أوروبي بالدور الذى يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسى في منع اشتعال المنطقة وإرساء دعائم السلام والاستقرار لشعوبها قاطبة.