الجمعة 3 مايو 2024

قالت إن «نعناعة» تشبه كثيراً من المصريين جومانـــا مــــراد: دراما «المتحدة» قادرة على المنافسة العالمية

صورة أرشيفية

3-4-2024 | 14:59

حوار :سما الشافعى
ميلادها فى سوريا ونشأتها هناك لم يشكلا عائقًا فى أن تكون الفنانة جومانا مراد واحدة من فنانات قليلات استطعن إتقان «اللهجة المصرية» بطلاقة مثل «أبناء البلد»، لتتمكن فى غضون سنوات قليلة من أن تحجز لها مكانًا فى العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية التى تحولت إلى علامات بارزة فى تاريخ الفن المصرى. «جومانا»، التى تركت مجال «التقديم التليفزيونى» من أجل التمثيل، تهوى تنويع الأدوار التى تجسدها على الشاشة، وترفض - وبشكل قاطع، أن توضع فى «خانة الدور الواحد» أو مربع «الشخصية المكررة»، لهذا لم يكن غريبًا أن تقدم «توليفة» متنوعة من الأدوار الفنية. وفى الموسم الرمضانى تقدم «جومانا» شخصية «نعناعة» بنت البلد فى مسلسل «عتبات البهجة». «جومانا» تكشف كواليس ترشيحها للمشاركة فى «عتبات البهجة»، وعلاقتها بالفنان القدير يحيى الفخرانى، وكيفية إجادتها دور السيدة الشعبية وموقفها من الـ«سوشيال ميديا»، ورؤيتها لـ«المنصات الإلكترونية» و«الأعمال القصيرة». «جومانا» أكدت على الدور الذى تلعبه دراما «المتحدة للخدمات الإعلامية» فى بناء الوعى ومواجهة الأفكار الهدامة، من خلال مسلسلات تاريخية، كوميدية، ودراما بجودة عالية قادرة على المنافسة العالمية، مشيرة إلى أن «المتحدة» تقدم رسالة وليس مجرد تسلية. كيف كانت كواليس ترشيحك وموافقتك على الانضمام لفريق عمل مسلسل «عتبات البهجة»؟ عندما علمت أن المسلسل من بطولة الفنان الكبير يحيى الفخرانى مع وجود مجموعة عمل محترفة على مستوى الكتابة والإخراج كنت سعيدة للغاية بالطبع، وهذا أول ما جذبني، بعد ذلك عندما قرأت الورق وجدت أن شخصية «نعناعة» تشبه الكثير من الناس الشعبية المتواجدة فى كل شارع، كما أن الشخصية جديدة بالنسبة لى وأجسدها للمرة الأولى. سبق وأن قدمتِ شخصية «مراسي» الشعبية فى مسلسل «بابا المجال»، والعام الحالى تشاركين بـ«نعنانة»، لماذا يجذبك دور الفتاه الشعبية؟ «نعناعة» مختلفة تماما عن «مراسي» فى مسلسل « بابا المجال» من ناحية السياق والأحداث والشخصية، لأن «نعناعة» شخصية شعبية تتحمل المسئولية منفردة تجاه الآخرين. كيف تمكنتِ من إتقان «لغة الحارة الشعبية»، وهل احتجت إلى استعدادات خاصة للوقوف أمام النجم «الفخرانى»؟ منذ قدومى إلى مصر، أجيد اللهجة العامية المصرية لأننى ممثلة وأجيد التشخيص والتقمص وأحببت اللهجة الشعبية بالتحديد لأنها قريبة من الناس، وأعتبر الفنان يحيى الفخرانى مدرسة المصداقية فى الأداء والتعبير، كما أنى منذ الصغر أحبه على الصعيد الشخصى والفنى والعمل معه متعة واستعددت له بأننى تعلمت منه الكثير، ولا يمكن الاختلاف عليه بأنه أستاذ كبير، وأعتبر نفسى من المحظوظين بالعمل معه هو والأستاذ الكبير مجدى أبو عميرة الذى تمنيت العمل معه بسبب هدوئه فى اللوكيشن ودرايته بإمكانيات كل فنان، وأرى أنه يستطيع أن يخرج أفضل أداء عندى. ظاهرة تواجد مطربى وشباب المهرجانات فى الأعمال الفنية مثل مطرب المهرجانات«عنبة» الذى يشارك معكم فى المسلسل تثير بعض الجدل.. كيف تنظرين إليها؟ «عنبة» من الشخصيات المجتهدة الملتزمة وأضفى روحا مبهجة فى المسلسل، وطالما أن الدور يسير فى إطار أحداث المسلسل بلا إقحام، فلا مجال للاعتراض عليه، كما أننى سعيدة جدا بظاهرة النجوم الشباب التى تكمل أى عمل فني، وسعيدة بتواجد الفنان «خالد شباط» الذى يشارك فى عمل مصرى لأول مرة، وأرى أن هذه التجربة ستكون إضافة له بسبب وقوفه أمام الفنان «الفخرانى»، وأتنبأ لهؤلاء الشباب بمستقبل باهر لو استمروا فى عملهم بهذا الاجتهاد. وما الرسالة من مسلسل «عتبات البهجة»؟ «عتبات البهجة» أشبه بالفيلم السينمائى الهادف، حيث يسلط الضوء على مشكلات الجيل الحالى مع آبائهم وطريقة حوارهم مع بعض، بل وتسليط الضوء على تقارب الأفكار بين الأجيال، وضرورة اتباع الآباء والأمهات كل ما هو جديد حتى يتمكنوا من تربية أبنائهم، ووظيفة الدراما إلقاء الضوء على مشاكل المجتمع، ولكن حتى نتمكن من طرح حلول لكل هذه القضايا التى يناقشها المسلسل نحتاج إلى 90 حلقة، ونحن كصناع العمل نحاول بقدر الإمكان طرح وجهة نظرنا، ومن خلال المسلسل نحاول مساعدة الناس وتوعيتهم. «عتبات البهجة» ينتمى إلى فئة المسلسلات القصيرة صاحبة الـ 15 حلقة.. فما رأيك فيما أصبح يُعرف بـ«دراما المنصات والحكايات القصيرة»؟ أحببت جدا فكرة المسلسلات القصيرة لأنها خفيفة وغير مملة، كما أن «دراما المنصات» تجعل المشاهدة سريعة خاصة للمشاهد الذى يكون فى عمله خلال أوقات عرض مسلسله المفضل، فيعاود ويشاهده فى التوقيت الذى يناسبه هو من خلال المنصات، خاصة مع عدم وجود إعلانات على المنصة وكيفية مشاهدة الحلقات بشكل متواصل دون انقطاع لأى سبب، بينما فى الوقت ذاته لا يمكن مقارنة التليفزيون بالمنصة مهما كان، لأن الجمهور تعوّد على الإعلانات فى رمضان وقت الإفطار بل إن انتظار أغانى إعلانات رمضان أصبح طقسا من طقوس الشهر الكريم، وبشكل عام دراما المنصات الرقمية والمسلسلات القصيرة فكرة جيدة أحببتها، وإن كنت أعتقد أن المشاهد فى رمضان يفضل فكرة دراما الـ30 حلقة، حيث يرتبط بأيام الشهر الفضيل كله، وأنا أصبحت أحب المسلسلات القصيرة لأننى أميل أكثر لأفلام السينما اللايت الخفيفة. بالعودة لـ«عتبات البهجة».. هل أضافت «جومانا» لشخصية «نعناعة»؟ شخصية «نعناعة» ليست قوية قوة مطلقة، لكنها كانت صلبة ومتماسكة من الخارج وهشة وضعيفة من الداخل بسبب المسئوليات التى تتحملها وعملها الدائم لتوفير حياة ومعيشة لأسرتها، لكنها لا تشبهنى إطلاقا بالرغم من إضافتى للشخصية الروح، فالممثل بشكل عام لا بد وأن يضيف للشخصية التى يجسدها حتى يستطيع تحويلها إلى شخصية حقيقية من لحم ودم ليتفاعل معها الجمهور، بل أحب أن أعيش الشخصيات التى أجسدها وأتفاعل معها حتى يصدقنى الجمهور، ومن حق الممثل أن يضيف للسيناريو إذا كان هناك ما يفيد المشهد وبما لا يؤثر على السيناريو والبناء الدرامى. «المتحدة للخدمات الإعلامية» نجحت السنوات الأخيرة فى استعادة دراما الوعى.. ما رأيك فى تنوعها الدرامى هذا العام؟ دور «المتحدة للخدمات الإعلامية» فى دراما الوعى مهم للغاية، بل أرى أن دور الفن فى التوعية لا يقل أهمية عن دور الإعلام والصحافة فى التوعية؛ لأن الفن أسهل طريق للمواطن ليستوعب تسليط الضوء على قضايا هامة فى المجتمع، وسعيدة جدًا بهذا التنوع والاختلاف والفضل يجب أن ينسب لأصحابه، والمتحدة تهدينا مسلسلات تاريخية، كوميدية ودراما وتراجيدي، وبجودة عالية قادرة على المنافسة العالمية، وسعيدة جدا بكونى جزءا من تلك الدراما المحترمة، لأننى أراها أعمالاَ ستعيش طويلا لأنها قائمة على رسالة وليس مجرد تسلية وعنف وبلطجة وإثارة لجذب الناس، ولا أجامل إذا قلت إن الدراما التى تقدمها يمكن أن تنافس عالميا لأنها يتم التخديم عليها بأفضل الإمكانات الإخراجية والتصوير والأماكن، والأهم القضية والرسالة. ما علاقتك بـ«موضة التريند» ونقد الجمهور للفنان على الـ«سوشيال ميديا»؟ وكيف تتعاملين مع النقد بشكل عام؟ لا أهتم بـ«التريند»، وبشكل عام غير مهووسة الـ«سوشيال ميديا»، لكن هذا لا يمنع أننى لا بد وأن أكون مطلعة على المستجدات، ولا أستطيع ترك الـ«سوشيال ميديا» خاصة موقع التواصل الاجتماعى «إنستجرام» لأننى أحب هذا التطبيق والتواصل عليه يكون أكثر التزاما وحدود بدون تجاوز، بل وأرد على الجمهور بنفسى لأننى أحب الجمهور وأحب أن أكون متواجدة على «إنستجرام» بنفسي، ولكن صفحتى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بها مسئول يرد هو على الجمهور ليستطيع التعامل بشكل محترف، وأهتم بالنقد البنّاء الخالى من التجريح، وحتى الآن أرى أن أغلب النقد الذى يوجه لى هو نقد بنّاء، حتى لو كان نقدا سلبيا تجاهي، أكون سعيدة بكل الآراء طالما كانت بناءة لأن الرأى السلبى يلفت نظرى فى بعض الأحيان لأشياء لم ألتفت إليها قبل ذلك، لكن النقد الهدام الذى به تجاوز والذى يريد صاحبه أن يظهر كـ«تريند» من خلال نقده لأى فنان، لا أهتم به. من الأشياء المعروفة عنك أن تصابين بـ«القلق والتوتر» قبل أى عمل فني.. هل يمكن القول إن هذا جزء من سر إجادتك ونجاحك بعد ذلك؟ بالفعل.. القلق على العمل شيء إيجابى ويؤدى إلى النجاح، وقلقى وتوترى يظهر على وجهى سريعا، لذلك أقترح أن يتم تصويرى أثناء مشاهدتى للمرة الأولى للحلقة التى أظهر ضمن أحداثها، وذلك بسبب قلقى وتوترى وانتقادى لنفسى بصوت عالٍ، والمحيطون يضحكون على تعبيرات وجهى عندما أشاهد نفسى لأننى أكون قاسية جدا من خلال نقدى لنفسى لأنى لحظتها لا أرى سوى عيوبي، وهذا بسبب أننى أحترم نفسى وأحترم جمهورى جيدا وأحترم فنى؛ لذلك لا يوجد شيء يرضينى عن نفسى فى العمل، لأننى إذا وصلت لمرحلة الرضا سأفشل وأتوقف عن البحث عن أعمال جديدة، لذلك دائما أقول لنفسى سأقدم جديدا، سأفعل شيئا مختلفا، سأقدم عملا فنيا مختلفا بأداء أفضل المرة المقبلة، لأننى شخصية لديها صراع وتحد دائم بينى وبين نفسى. أين جومانا من البطولة المطلقة، أم تفضلين العمل المشترك أكثر؟ أفضل العمل المشترك لأن البطولة المطلقة مسئولية كبيرة جدا لا أستطيع التسرع فى تلك الخطوة، لأنها خطوة لا بد أن يتم دراستها بعناية شديدة وأرى أن تقديم دور مميز وسط مجموعة من النجوم أفضل من تقديم بطولة مطلقة لست راضية عنها بسبب الأداء المنفرد وتحمل المسئولية بالكامل.