الخميس 2 مايو 2024

مسلسلات.. إعلانات.. أحمدك يا رب

إيمان رسلان

3-4-2024 | 15:05

بقلـم: إيمان رسلان
لمدة شهر كامل وببلاش كمان أى مجانى، حتى لا يغضب أنصار الفصحى. من لغتنا العامية المنضبطة والتى يفهمها الملايين، وذلك حسما لصراع العامية والفصحى الدائر حول مسلسل الحشاشين، وهو من أفضل المسلسلات التى أتابعها لأن تاريخنا ملىء بالغرائب والعنف أيضا بدءا من الحشاشين حتى جماعة الإخوان لأن الصراع هو فى جوهره صراع على السلطة والحكم تحت أى مسمى خاصة استخدام الدين. ولأنى من حزب خالِف ولكن ليس لتعرف، وإنما لتقديم المصلحة لأغلبية من المواطنين، لذلك سعيدة للغاية بالمجانية وعروض وأبو بلاش والعرض المتواصل للفن والإبداع على شاشات وبمشاهدة منزلية من الكنبة ومشتقاتها البديلة من السرير والمقعد وأحيانا الأرض فى قول آخر خاصة أن مسلسلات هذا العام بها بعد اجتماعى حقيقى وطغيان لمشاكل الميديا والتطبيقات والأون لاين، وهو ما سيكون قضايا البحث العلمى والاجتماعى يجب أن ننتبه إليها كما تنبهت المسلسلات. والعرض المجانى النادر الحدوث فى حياتنا الآن اسمه الحديث المسلسلات التليفزيونية، لاسيما (حلوة لاسيما دى) خاصة فى معركة اللغة بين الفصحى والعامية وأفضل العامية المنضبطة ويكفينا شر التقعر يا رب والمعارك الوهمية المفتعلة يا رب. نرجع إلى «لاسيما» بعد فاصل ومقاطعة واسترسال من الكاتب. وأرجو أن تقبلوه مثل الإعلانات باعتبار أن المقال مقالى وأنا حرة فيه!. (لاسيما) بعدما وصلت أسعار الكتب وأصبحت استفزازية ولا تصل إلى مستحقيها من أرباب القراءة فى قهوة الثقافة والعلم وسنينه. لاسيما (مرة أخرى عفوا هو الاسترسال) وأن النزول من البيت، أصبح مغامرة تحتاج آلة حاسبة لحساب التكلفة والوقت. إذن الكنبة المنزلية هى الحل طوال شهر كامل من الترفيه المجانى، وأصبحت هى الحل الممتع والأمثل ووصول الفن والبسمة لمن استطاع إليها سبيلا، فهو ترفيه مفيد بدون سفر مع أن فى السفر سبع فوائد، ولكنه استمتاع فنى خالص كنا نحتاج إليه وسط الغمّ العام من حولنا ومن كل الجوانب، مستطيل ناقص ضلع حتى داخله عنده غمّ والعياذ بالله. فمن بعد الإفطار عندى جرعة متكاملة حوالى أربع ساعات متواصلة أتفرج أو بالمصطلح الشعبى أضرب 3-4 مسلسلات مع السلطات والمشروبات التى هى الإعلانات. وبصراحة ركزت فيها كعادتى كل عام. فوجدت أنها تتراوح ما بين كمباوند فى الساحل أو المدن الجديدة أو أغير شركة الموبايل، ولأنى الحمد لله وبحمده لا أفضل المعيشة فى فيلا فخيمة ولكن بحب المطبخ المفتوح مثل المكتبة المفتوحة؛ لأن الحياة مفتوحة عالميا أصبحت فى صالة النت فلماذا نغلق مطابخنا إذن عن سر طشة الملوخية، كذلك لا أحب الجيم الذى يوفره الكمبوند إلا موسميا مع الأولمبياد، ولكن وربما أقترح على الكمبوند لدينا أن يفتح صالة أفراح تدر دخلا مستمرا وإزعاجا مستمرا، يعنى تتجوز ونرقص وتدخل مباشرة للفيلا بدون مواصلات أو بنزين 95 وهذا توفيرا للنفقات والتلوث ودعما للطاقة الخضراء؟. ولذلك قررت، وبحسم المضطر ومنقطع النظير أن أتراجع عن المشاهدة بالمنصات التى هى وبدون إعلانات بعد أن دفعت بالفعل، ولكن اكتشفت بعدها مشاكل بالتحميل ولا توجد منافذ لبيع الشكاوى أقصد منافذ للشكوى غير البلكونة وأنى أخاطب المولى بتعزيز قدرتى الاحتمالية على الإعلانات، على الرغم أننى لست من الفئة المخاطبة بالدعم الكمبوندنى، ولكنى مضطرة لاستعمال ما تيسر منه مجانيا لفشلى الأزلى فى التعامل والشكوى مع الخدمات مدفوعة مسبقا، وكانت هناك رسالة دائما لى. (خليك مع المجانية وأبو بلاش اوعى تروحى فى أى حتة على الأقل الإرسال موجود وضياع ساعة ولا كل ساعة؟!). نعود إلى (لاسيما) وهى الغرض من المقال وهو المسلسلات التى شاهدتها وأعجبتنى للغاية مثل مسلسل “بابا جه” وفكرته البديعة ليس للقالب الكوميدى به والأغانى التى جذبت حفيدتى، ولكن لأنه دراما اجتماعية فى قالب كوميدى معقول، فالفكرة نفسها عبقرية للغاية، وهى مقتبسة من رواية كورية، وتحولت الرواية إلى فيلم أيضا، والاقتباس المصرى لها جيد ومقدم فى قالب اجتماعى وجديد ومرحب بالاقتباس جدا، فكما نقتبس ونستورد كل شىء فى حياتنا فلماذا لا نقتبس الأفكار والإبداع الكورى الجنوبى، وبالمناسبة كوريا الجنوبية متقدمة تعليما وعلميا ورياضيا والآن فنها يغزو العالم والمسلسلات، فليتنا نقتبس منها الإبداع كله كمنظومة من العلم والعمل إلى الرياضة والفن والفكرة بالمسلسل تقوم على تطبيق أون لاين اسمه (Dad for Rent ) للعب دور الأب لبعض الوقت دليفرى يعنى، وتطلبه أون لاين وهى فكرة إنسانية بالأساس يمكن تحل أزمات للبعض ممن فقدوا أباهم، وفى النسخة المصرية أبدع أكرم حسنى فهو فنان متعدد المواهب عن حق وقدم هو وفريق العمل مسلسلا بديع الفكرة لعصر الأون لاين. المسلسل الثانى هو مسار إجبارى وبالفعل كان مسارى معه إجباريا من الكنبة إلى السرير. والمسلسل أعجبنى به الأداء المتقن من الممثلين خاصة الأبناء أو الجيل الجديد الشباب أحمد داش وعصام عمر، والأخير عصام موهوب للغاية وأحببت أعماله السابقة خاصة دوره كطبيب فى وحدة ريفية، لذلك فأى عمل له أحب متابعته. أما الكبار أو الأمهات فهن عنوان للجودة والإتقان فى الأداء الطبيعى من صابرين، ولكن وبالتحديد قدمت بسمة التى أتقنت الدور الشعبى ومشاهدها فى المنزل بجلباب البيت كان مشهد مواجهتها لحالة الطرد من المنزل شديد الإنسانية، وعكس حالة الحيرة للمرأة لفقدان المأوى، فالبيت هو الأمان للمرأة بل والإنسان وأيضاً بجانب مشاهد وهى تعمل المحشى مشاهد طبيعية وحقيقية كأنها شيف حقيقى يجيد أعمال الطبخ، وهى لمحة جديدة للمشاهدين أن الفنان إنسان طبيعى يأكل ويحشو المحشى مثلنا وليس الممثلون من كوكب آخر، وهو ما انعكس على الأداء المقنع منها. المسلسل الثالث الذى أتابعه بشغف شديد هو الجزء الثانى من “إمبراطورية ميم” رائعة فاتن حمامة منذ عقود، وهذه المرة يقدم خالد النبوى دور الأب الرجل بعد وفاة زوجته وتترك له إمبراطورية من الأبناء، ولكن المسلسل يعالج المشاكل العصرية خاصة لسكان المعادى القديمة. من خلال مشروع لبيع الفيلات القديمة وتحويل الشارع لمشروع استثمارى وكمباوند، وهو ما يرفضه الكثير من أهل المعادى، وبعيدا عن المواقف داخل الأسرة فقد كان مشهد عودة المياه بعد انقطاعها أياما مشهدا حقيقيا ومتقنا فكرنى بأزمتنا المتكررة بالتجمع مع انقطاع المياه وفرحة عودتها ودخول الحمام. كما قدم لقضية العنوسة وتأخر سن الزواج. وكذلك الأبناء فى الجامعات والمدارس الخاصة والأجنبية، وهو واقع حقيقى نعيشه، ومنه إجراء انتخابات أسرية كما الفيلم فى الجزء الأول، أى أن المسلسل احتفظ بالخيط الرئيسى لفيلم فاتن حمامة وهو أهمية المشاركة والاستماع حتى لاختيار منْ الذى له حق إدارة المنزل وما هى ضوابط الإدارة المنزلية والمشاركة الجماعية وليس فقط تحكم رأس المال الأقوى، وهى فكرة تقدمية تعتمد على المشاركة وليس السلطة الأبوية المطلقة وحتى لو قدم معيدة الجامعة شخصية مترددة، وأن الأب لا يوافق على سفرها لمنحة بالخارج وهو ما أراه نقطة ضعف تجاه المرأة الأستاذة أرجو أن يتم تداركه فى نهاية الحلقات، لأن الطبيعى الآن هو اغتراب البنات بمفردهن للتعلم، وأداء الممثلين والإخراج وبالتحديد من الشباب كان مفاجأة لتقديم وجوه جديدة حتى من الأطفال، وأبدع خالد النبوى بتمثيل عبقرى فهو السهل الممتنع فى تقديم دور الأب، فخالد النبوى له حضور طاغٍ وأعتبره من مبدعى التمثيل المصريين فى وقتنا الحالى. وبعد العيد وإذا توفر الكعك والغريبة وإخوانهم من البتى فور ومشتقات العيد بسكر أو من غيره فسوف أكتب لكم عن الجزء الآخر من مقاعد المجانية وأبو بلاش. ويا رب بحق الشهر الكريم اللهم تديم علينا مسلسلاتك لاسيما بنعمة أبو بلاش المجانية، وهى زكاة رمضانية واجبة السداد من حكومتنا السنية، التى نرجو منها أن يمتد أبو بلاش والزكاة لمرافق أخرى ومنها التعليم، وألا تفكر إطلاقا فى التراجع عن مسلسلات رمضان فهى بحق البسمة المجانية ربما تكون الوحيدة أيضا فى شهر الترفيه للمواطن من أمثالى المستلقى على الكنبة. ويعيش الفن المصرى وثروته الحقيقية من القوى الناعمة لهذا الشعب المبدع وببلاش كمان وده الأهم، وشعار مسلسلات وإعلانات أحمدك يا رب.