بعد أن تفاجأ أبطال مسلسل " بدون سابق إنذار" أن ابنهم الوحيد مصاب بمرض خطير، ومع عمل التحاليل واكتشاف انه ليس ولدهم، ظل تعلقهم به وعدم تخيلهم لفكرة الابتعاد عنه، بل ظل الحب والخوف على الصغير يتزايد بالرغم من بحثهم عن والدي الطفل الحقيقي، الأمر الذي جعلنا نتساءل هل الأبوة والأمومة بالدم أم بالتربية والحب والعاطفة.....
من جهتها، قالت الدكتورة سمية أحمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن مفهوم العطاء والحب لدى الوالدين تجاه أبنائهم، لا يتعلق بالدم، لأنهما النبعات الدافئات بالحب والحنان والإيثار، وتعد الأمومة من أرقى النعم التي تغرس داخل كل أنثى منذ الصغر ولا ترتبط تلك المشاعر بالولادة فقط، كما أن الأبوة والأمومة هما ملخص لمفهوم العطاء ومشاعر من الخوف والتضحية والحب في آن واحد، وبذل جهوداً مضنية خلال رحلة تنشئة ذلك الطفل، وهو الطريق الذي يكون حافلاً بالكثير من اللحظات السعيدة وأيضاً فترات من الألم والضغوط.
وأضافت أستاذ علم النفس، أن مشاعر الوالدين هي الرغبة في إمداد الطفل بكل شيء جميل سواء كان هذا الابن من صلبهم، أو متبني أو أحد أولاد العائلة، كما أنه هناك الكثير من النساء العازبات اللاتي لن يتزوجن ولديهن مشاعر الأمومة وعلى استعداد لتقديم كافة أشكال التضحية من اجل رعاية وتربية الأطفال، واحتوائهن والخوف عليهم كما لو كانوا من داخل أرحامهن، فهي فطرة ربانيه لا تشترط الحمل والرضاعة، كما أن مسألة تعلق الطفل بوالديه لا ترتبط ضرورة بالهرمونات والعوامل البيولوجية، بقدر ما ترتبط بقدرة أحد الوالدين على تلبية احتياجات أبنائهم وتخصيص الوقت الكافي لرعايتهم.