كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن البيت الأبيض وجّه وكالة "ناسا" للفضاء بوضع معيار زمني موحد للقمر.
وذكرت الصحيفة أن تلك الخطوة تأتي في وقت تسابق فيه الولايات المتحدة للعودة إلى القمر، في ظل اهتمام عدة دول مثل الصين وروسيا إلى جانب شركات خاصة، بالفضاء.
وأوضحت مذكرة صدرت الثلاثاء عن البيت الأبيض رغبة إدارة بايدن "في وضع معايير زمنية عند الأجرام السماوية الأخرى غير الأرض وما حولها".
وتوجه المذكرة وكالة الفضاء إلى "تطوير توقيت فلكي موحد مع التركيز الأولي على القمر، سيطلق عليه (التوقيت القمري الموحد LTC)"، بحلول ديسمبر 2026.
وأشارت المذكرة إلى أن "هناك حاجة إلى مرجع زمني موحد لأن جاذبية القمر أضعف من جاذبية الأرض بسبب كتلته الأصغر، مما يعني أن الوقت يتحرك بشكل أسرع قليلاً على القمر منه على الأرض، بمقدار 58.7 ميكروثانية يومياً، مع اختلافات دورية إضافية".
وجاء في المذكرة أن المشروع، سيكون مهمًا لأن “معرفة الوقت … أمر أساسي للاكتشاف العلمي والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الذي يشكل أساس القيادة الأمريكية في الفضاء”.
وقالت كاثرين هيمانز عالمة الفلك وأستاذة الفيزياء الفلكية في جامعة إدنبره، في مقابلة: "الساعات تعمل بشكل أسرع على القمر، هذه إحدى جماليات الفيزياء الأساسية، أشياء مجنونة تحدث".
وأضافت: "الطريقة التي نحدد بها الوقت على الأرض تتم باستخدام الساعة الذرية، لكن تتأثر الساعات الذرية بالجاذبية، مما يعني أنه إذا أخذت نفس الساعة الذرية إلى القمر، ففي غضون 50 عامًا ستكون أسرع بثانية واحدة من الساعة الذرية على الأرض".
وأوضحت هيمانز أن "اليوم على القمر - شاملاً يوماً وليلة - يختلف أيضاً عن اليوم على الأرض، فاليوم القمري يساوي 29.5 يوماً أرضياً".
وتابعت "هذا يعني أنه على القمر، تشرق الشمس لمدة أسبوعين أرضيين تقريباً، ثم يحل الظلام والليل طوال الأسبوعين الأرضيين التاليين تقريباً".
وتقول مذكرة البيت الأبيض إن أحد الأسباب الرئيسية لتوحيد الوقت يرجع إلى حقيقة أن الولايات المتحدة تخطط "لإعادة البشر إلى القمر وتطوير القدرات لتمكين وجود دائم".
ويهدف برنامج Artemis Moon التابع لوكالة "ناسا" إلى تحقيق هدف الولايات المتحدة المتمثل في إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً.
وتهدف مهمة "أرتميس 2" إلى إرسال طاقم بشري حول القمر، سيضم طاقمها أول امرأة وأول أمريكية من أصل أفريقي وأول كندية تطير في مهمة إلى القمر.
وتأمل وكالة "ناسا" إطلاق مهمة "أرتميس 3"، التي ستمهد لحدوث هبوط بشري على سطح القمر، بحلول سبتمبر 2026.
ويأتي توحيد الوقت في الوقت الذي تضغط فيه الصين والهند وروسيا واليابان ودول أخرى من أجل وجود أكبر في الفضاء.
وقالت الصين، على وجه الخصوص، إنها تهدف إلى هبوط أول رواد فضاء لها على سطح القمر قبل عام 2030، كما تعمل الشركات الخاصة أيضاً على تطوير مبادرات لإرسال مركبات فضائية تجارية إلى سطح القمر ومداره، للبحث العلمي واستخراج المعادن.
يذكر أنه في العام الماضي، أصدرت وكالة الفضاء الأوروبية مذكرتها الخاصة التي تحدد "الحاجة الملحة لتحديد وقت مرجعي مشترك للقمر"، معترفة بـ "حقبة جديدة من استكشاف القمر".
وأكدت هيمانز أن توحيد ضبط الوقت سيسمح أيضاً بمزيد من الدقة في إرساء المركبات الفضائية ونقل البيانات والاتصالات والملاحة.