الثلاثاء 30 ابريل 2024

فرج محمود: عالمي الروائي يتخلّق مع قدوم رمضان

فرج محمود: عالمي الروائي يتخلّق مع قدوم رمضان

ثقافة4-4-2024 | 16:48

دعاء برعي

يتمتع الروائي والقاص وباحث الأثار والتاريخ المصري فرج محمود عضو اتحاد كتاب ونادي القصة، بأفكار ورؤى خاصة ترصد وتتابع تجليات الحيوات الإنسانية في علاقاتها المختلفة، وذلك عبر سرد سلس ومشوق، وفي هذا الإطار صدرت له عدة روايات منها "بين الضفتين"، و"عصعص"، و"أوراق الشتاء"، وله تحت الطبع رواية "مدونة العجوز"، و"سماء عطوان"، ومن أعماله القصصية مجموعة "أولاد البحر"، ومجموعة "ليلة دافئة".

ويستدعي الروائي والقاص فرج محمود مع "بوابة دار الهلال" ذكرياته كمبدع مع الشهر الفضيل يقول: "للشهر الكريم خصوصية بالنسبة لأي مبدع، ولا يمكن أن تمر الأيام الرمضانية على الكاتب دون استدعاء ذكرياته عن إنجازات الشهر الكريم، والذي يكاد يتفرد بخصيصة زمانية ومكانية يحملها معه في وجدان المبدع، وبالنسبة لي شخصيًا فللشهر تألق في سماء الفن مكانًا وزمانًا".

وعن ذكريات طفولته مع الشهر يقول: "نشأت فى قرية صغيرة تجاور مدينة طنطا، وفى المدينة مسجد الأحمدي، من هنا نشأ عالمان، عالم حسيّ بامتياز وهو القرية، وعالم دينيّ وهو صورة الأحمدي بما يذخر به من روحانيات، أما فى القرية فكنت طفلًا يجاوره رجل حرفته النجارة، لكنها نجارة الفؤوس .ولا ينسى الصبي ابن العاشرة المشهد الرمضاني العجيب الذى كان هذا الحرفيّ ينجره كما ينجر يد الفأس. كان يجلس أمام داره البسيطة، بجانبه راديو صغير، وقد بقى على الأذان مدة التلاوة التى تحلق فى فضاء القرية. كان دومًا يتجه ولسبب لا يعرفه الصبي الذى هو أنا، بوجهه ناحية الشرق. وما أن ترحل الشمس وراء داره ويهم لعمله ليجلس فى الظل، وحينها نكون فى انتظار مدفع الافطار".

وتابع: "وعلمت لاحقًا أن هذا السحر المنطلق من الجهاز هو صوت الشيخ رفعت أو الشيخ البنا المنطلق من مسجد الأحمدي. كان جاري يفترش غبيط حماره، ويجعل جزءًا من شجرة بين ساقيه، ويبدأ قادومه يعمل فى إيقاع ساحر، ينجر فرع الشجرة الغليظ بتنحية اللحاء الخشن. بعدها يبدأ فى عملية ساحرة بتوفيق رأس العود ليلج ثقب سلاح الفأس. يستغرق هذا العمل أسبوعًا، لأنه كان يوائم بين التلاوة وعمله. كان تقريبًا يرتل بيده، وكان قد تملكه الشهر وصرفه عن كل شىء عدا هذا العمل. وفهمت بعد غواية الأدب أننى أنجّر مثله خصوصًا في رمضان، وللحق عالمي الروائي يتخلق مع قدوم الشهر. تكون دومًا الضربة الأولى فى الشهر الكريم، أي لا يمكنني افتتاح عمل روائي جديد لليوم إلا فى رمضان، وأنا أرى هذا النجار البسيط رحمه الله. كنت أعتبره وليًا من أولياء الله".

ويضيف: "بعد أن انخرطت فى مهنتي وهى الأخذ بيد الألمان -كمرشد سياحي- لكشف أسرار حضارتي أمامهم، على أني وقعت دون تخطيط على كنز آخر به أنفاس رمضان، فى هذا الشهر كنت فى رفقة بعض الألمان ويشاء الله أن يكون واحد منهم قد دخل الإسلام حديثًا، وكأديب ربطته علاقات صداقة ببعض السادة الأكادميين والإعلاميين، كان من بينهم دكتور جامعي يعمل فى إحدى القنوات، عرضت عليه حالة هذا الألمانى وقدمناه فى القناة انطلاقًا من كونها تجربة فريدة يضمها الشهر الفضيل بروحانياته، ثم قدمت بعدها ما لا يقل عن خمسة عشر شخصية ألمانية دخلت الإسلام،وكنت أقدم الحلقات مع الضيف الألماني باللغة الألمانية الحلقة بالكامل تقدم مع الضيف الالماني باللغة الالمانية، وحمدتُ الله على منحه والتي أوحت لي بالعمل الروائي الأخير "أوراق الشتاء" الذى تكفل به اتحاد الكتاب، فرمضان شهر ترتمي الروح المتعبة فى فيوضاته، ومن هنا صرت ككاتب أنتظر قدومه، إذ يفيض الجو الرمضاني على المبدع بجمال الحياة التي هى جزء أصيل من روح الخالق، ولرمضان حكايات وذكريات يطول سردها، لا تزال تمتعنا ونغترف منها كذلك".

Dr.Randa
Dr.Radwa