فى يوم تجديد العهد لاستكمال مسيرة البناء الرئيس السيسى يؤدى اليمين الدستورية أمام برلمان «الجمهورية الجديدة»
صورة أرشيفية
مشهد يليق بمصر وتاريخها وعظمة شعبها وقيمة قائدها، والحلم الذى حلمه لبلده، فما شهده مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة أمس الثلاثاء لم يكن فقط أداء اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة، وإنما كان بمثابة صورة ترسم شكل الجمهورية الجديدة بكل معانيها التى تجمع بين عبقرية الحضارة وعظمة الإنجاز وروح التحدى وتطلعات الأمة للمستقبل.
مشهد تاريخي بكل المقاييس خطف الأنظار وقدم رسالة واضحة خلاصتها أن هذه هى مصر القادمة، بحداثتها وديمقراطيتها وتطورها، الذى لا ينفصل عن عراقتها التى لا نظير لها ورسوخها الذى يضاهى الجبال.
يوم ليس كأى يوم بل هو يوم حصاد التحدى والجهد والعرق الذى بذل على مدار سنوات لإعادة بناء دولة كانت فى خطر.
يوم سيكون بداية لإعادة كتابة التاريخ من جديد وتسجيل ملحمة شعب امتلك القوة والأصالة ولم يسمح أن تهزمه التحديات بل انتصر فى كل مواجهة.
وإذا كان شاعر النيل سطر بعبقريته «وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبنى قواعد المجدِ وحدى» فقد استحضر الجميع صباح أمس الثلاثاء كيف يعيد هذا الشعب بناء المجد من جديد ويسطر حكاية ستظل خالدة اسمها «الجمهورية الجديدة» تحت قيادة من اختاروه ليتقدم الصفوف مدافعاً عن الوطن حاملاً رايته.
فى يوم مشهود ولحظة تاريخية أدى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليمين الدستورية رئيساً لفترة جديدة مراسم تنصيب تاريخية لقائد عظيم، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة فى عمر الوطن يستكمل فيها البناء وتستمر مسيرة الإنجازات التى بدأت على مدار السنوات العشر الماضية.
جاء أداء اليمين الدستورية من مقر مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة بمثابة الإعلان رسميا عن تدشين الجمهورية الجديدة، التى تشق طريقها نحو المستقبل بخطوات ثابتة واثقة تستهدف تغيير وجه الحياة فى مصر، من خلال إنجازات عملاقة فى كافة القطاعات والمجالات بطول خريطة مصر وعرضها.
يقيناً.. التاريخ سيقف طويلا أمام يوم الثلاثاء الثانى من أبريل عام 2024، وسيكتب أن مصر استطاعت التغلب على التحديات والصعاب، واختارت أن تكمل مسيرتها نحو بناء المستقبل، وإشارة البدء - من العاصمة الإدارية الجديدة الأيقونة المتلألئة، ودرة المشروعات القومية العملاقة التى نفذتها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى - واضحة وتؤكد أن هذا الشعب من حقه أن يكون له حلم وأن يحيا حياة كريمة تليق به وقد حان وقت تحقيق هذا الحلم.
أداء اليمين الدستورية يعنى أن مصر ستواصل الانطلاق نحو المستقبل على أسس ثابتة راسخة لتدشين مستقبل مزدهر، وحاضر قوى يعكس تطلعات وطموحات المصريين.
وتبقى ساحة الشعب بالعاصمة الإدارية الجديدة شاهدة على بدء مرحلة جديدة فى عمر الوطن، فمنها أعطى الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة رفع العلم على أطول سارى علم فى العالم سارى يمتد عالياً مرفرفاً ليؤكد أن راية مصر ستظل خفاقة عالية تصل إلى عنان السماء، وأن المستقبل سيشهد دولة قوية مرتفعة الشأن والمكانة، دعائمها راسخة وبنيانها العمل والإخلاص فى حب الوطن.
قسم الرئيس
«أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه»، قسم أداه الرئيس عبد الفتاح السيسى لولاية جديدة آمالها كبيرة وطموحاتها لا حد لها، يستكمل ما بدأه فى حب الوطن، يضع مصر دائما فى قلبه وعينه.
وبعد أداء اليمين حدد الرئيس السيسى رؤيته للفترة الجديدة - وكما هى عادته - استهل كلمته أمام مجلس النواب بتوجيه الشكر والتقدير لشعب مصر العظيم صاحب الكلمة وصاحب القرار رمز الأصالة والعزة والصمود.
قال الرئيس: لكم منى جميعاً أبناء مصر الكرام خالص التحية والتقدير على تجديد الثقة لتحمل مسئولية قيادة وطننا العظيم لفترة رئاسية جديدة.
وأضاف قائلاً: «أجدد معكم العهد.. على استكمال مسيرة بناء الوطن.. وتحقيق تطلعات الأمة المصرية العظيمة.. فى بناء دولة حديثة.. ديمقراطية.. متقدمة فى العلوم والصناعة.. والعمران والزراعة.. والآداب والفنون متسلحين بعراقة تاريخ، لا نظير له بين البلاد.. وعزيمة حاضر، أشد رسوخا من الجبال.. وآمال مستقبل، يحمل بإذن الله.. كل الخير.. لبلدنا وشعبنا».
وأكد الرئيس: منذ اليوم الأول الذى لبيت فيه نداءكم.. وسعيت لتحقيق إرادتكم.. التى أعلنتموها جلية ساطعة مدوية.. وتحركنا معا.. كرجل واحد.. لإنقاذ وطننا.. من براثن التطرف والدمار والانهيار.. أقسمت.. أن يظل أمن مصر.. وسلامة شعبها العزيز.. وتحقيق التنمية والتقدم بهــا.. هــو خيــارى الأول، فــوق أى اعتبــار وذلك من خلال نهج المصارحة والمشاركة.. بشأن كل القضايا والتحديات التى واجهناها مؤكدا لكم، أن تماسك كتلتنا الوطنية.. ووحدة شعبنا.. هى الضمانة الأولى، للعبور بهذا الوطن.. إلى المكانة التى يستحقها.
وأضاف: «ولعل السنوات القليلة الماضية.. أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود.. وأن تصاريف القدر.. ما بين محاولات الشر الإرهابى بالداخل.. والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج.. والحروب الدوليـة والإقليميـة العاتية من حولنا تفرض علينا مواجهة تحديات.. ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة.. عبر تاريخ مصر الحديث وهى التحديات التى لم يكن لنا أن نصمد فى وجهها، لولا عراقة شعبنا العظيم.. وما بذله من جهود خارقة، عبر السنوات الماضية، لإعادة بناء بلادنا.. وتقوية بنيانها بما يمكننا من اجتياز أية صعوبات.. بمشيئة الله».
وقال: إن عالم اليوم.. بما يشهده من تحديات متصاعدة: حضارياً وعلمياً.. وتكنولوجياً وعمرانياً.. وسياسياً واقتصادياً.. يحتم علينا.. أن ننتبه بكل طاقاتنا.. إلى أننا فى سباق مع الزمن فالتقدم المستمر لا يتوقف لينتظر أحداً.. وقد قطعنا شوطاً كبيراً فى فترة زمنية وجيزة.. مواجهين الصعاب والتحديات.. ومدركين أننا نتحدى أنفسنا، قبل أى شىء آخر وهو التحدى.. الذى يفوز به دائما.. المعدن المصرى النادر.. الذى تزيده جسامة التحديات.. صلابة وقوة.
وأعلن الرئيس السيسى ملامح ومستهدفات العمل الوطنى خلال الفترة الرئاسية الجديدة قائلاً: استجابة لقيام الشعب بتكليفى.. بمواصلة قيادة مسيرة وطننا العظيم فإننى أضع أمامكم.. أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطنى.. خلال المرحلة المقبلة:
أولاً - على صعيد علاقات مصر الخارجية أولوية حماية وصون أمن مصر القومى.. فى محيط إقليمى ودولى مضطرب.. ومواصلة العمل.. على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه.. وتقوم فيه مصر.. بدور لا غنى عنه.. لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية.
ثانياً - على الصعيد السياسى استكمال وتعميق الحوار الوطنى خلال المرحلة المقبلة.. وتنفيذ التوصيات التى يتم التوافق عليها.. على مختلف الأصعدة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها فى إطار تعزيز دعائم المشاركة السياسية والديمقراطية.. خاصة للشباب.
ثالثاً - تبنى استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية.. وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادى قوى ومستدام ومتوازن.. وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسى فى قيادة التنمية.. والتركيز على قطاعات الزراعة، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. والسياحة، وزيادة مساهمتها فى الناتـج المحلـى الإجمالـى تدريجيـا وكذلك زيادة مساحة الرقعة الزراعية والإنتاجية.. للمساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى لمصر وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.. لتوفير الملايين من فرص العمل المستدامة مع إعطاء الأولوية لبرامج التصنيع المحلى.. لزيادة الصادرات.. ومتحصلات مصر من النقد الأجنبى.
رابعا - تبنى إصلاح مؤسسى شامل يهدف إلى ضمان الانضباط المالى وتحقيق الحوكمة السليمة.. من خلال ترشيد الإنفاق العام.. وتعزيز الإيرادات العامة.. والتحرك باتجاه مسارات أكثر استدامة للدين العام وكذلك تحويل مصر لمركز إقليمى للنقل وتجارة الترانزيت.. والطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى جانب تعظيم الدور الاقتصادى لقناة السويس.
خامساً - تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية من خلال زيادة جودة التعليم لأبنائنا.. وكذا مواصلة تفعيل البرامج والـمبادرات، الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين.. واستكمال مراحل مشروع التأمين الصحى الشامل.
سادساً - دعم شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة نسبة الإنفاق على الحماية الاجتماعية.. وزيادة مخصصات برنامج الدعم النقدى «تكافل وكرامة» وكذلك إنجاز كامل لمراحل مبادرة «حياة كريمة».. التى تعد أكبر المبادرات التنموية فى تاريخ مصر بما سيحقق تحسنا هائلا فى مستوى معيشة المواطنين.. فى القرى المستهدفة.
سابعاً - الاستمرار فى تنفيذ المخطط الاستراتيجى للتنمية العمرانية واستكمال إنشاء المدن الجديدة من الجيل الرابع.. مع تطوير المناطق الكبرى غير المخططة.. واستكمال برنامج “سكن لكل المصريين.. الذى يستهدف بالأساس.. الشباب والأسر محدودة الدخل.
وختم الرئيس كلمته قائلا :”شعب مصر العظيم..
أيها الشعب الأبى الكريم،إن تشييد وتدعيم أسس الجمهورية الجديدة.. يشهد نموا وتطورا كل يوم.. بما تصنعه أيدينا من عمل وجهد.. وبما نمتلكه من إصرار.. على أن لمصر الحق فى الحلم.. ولشعبها الحق فى الحياة الكريمة.. ولأمتها الحق فى المكانة العظيمة بين الأمم.
وإننى أعاهد الله وأعاهدكم.. بأن أظل مخلصا فى عملى.. لا ترى عينى سوى مصالحكم ومصلحة هذا الوطن.. متسلحا بعزيمتكم وبأصلكم الطيب..
ومحافظا على العهد والوعد.. لمصـر الحبـيـبـة، وشــعبها العـزيـز وقبل كل شىء لله سبحانه وتعالى.
ومثلما كان مشهد البرلمان مبهراً فى عبقرية صورته وعظمة رسالته كانت ساحة الشعب التى انتقل إليها الرئيس مدشناً المرحلة الجديدة من بين ممثلى الشعب بطوائفه المختلفة تجسيداً لمعنى الوطن الواحد المتفرد بتنوعه وتلاحم شعبه والتفافه حول علم وطنه، وافتخاره به كما كان النصب التذكارى شاهداً على عظمة التضحيات التى قدمت فى سبيل الدفاع من هذا الوطن، وفى النصب التذكارى وقع الرئيس على سجل الشرف عقب وضعه إكليلاً من الزهور.
من العاصمة الإدارية الجديدة كانت الرسالة.. «مصر الجديدة مختلفة.. قادرة بما تمتلكه من قوة.. صاعدة بما تحمله من أحلام وإصرار على تحقيقها، متطورة بما تتضمنه من مقومات عصرية.. صلبة بما لديها من إرادة يجسدها شعبها المخلص».