السبت 4 مايو 2024

فى رحاب الجمهورية الجديدة جميع الأحلام ممكنة

الكاتب الصحفي طه فرغلى

6-4-2024 | 02:01

بقلـم: طه فرغلى
نعم من حقنا الآن أن نحلم، فالأحلام ليست مستحيلة، فنحن من حطم المستحيل، وخلال السنوات العشر الماضية حولنا الأحلام إلى حقيقة وواقع متجسد على الأرض، دولة قوية عفية تبنى الحاضر والمستقبل، جمهورية جديدة تنطلق نحو آفاق أرحب، تعبر الصعاب وتشق الصخور، وتروض الجبال، وتحول الصحارى إلى مشروعات عملاقة. على مدار السنوات العشر الماضية وبفضل البطل المنقذ الرئيس عبدالفتاح السيسى عرفنا الطريق نحو بناء الجمهورية الجديدة، أصبح حلمنا بعرض السماء، ارتفعت طموحاتنا وآمالنا، نسير فى طريق المستقبل، واثقين أن مصر العظيمة ستكون بالفعل «قد الدنيا». فترة رئاسية جديدة تبدأ والأحلام تتحقق وتصير واقعا، حكاية مدادها العمل والإخلاص والجهد والعرق، منذ اللحظة الأولى التى تولى فيها الرئيس السيسى كان شعاره العمل، وطوال السنوات الماضية تجسد هذا الشعار واقعا، لم تمر ساعة واحدة دون عمل، لم يمر يوم إجازة دون إنجاز جديد. نعم من حقنا الآن أن نحلم بعد أن كان الحلم مستحيلا قبل عشر سنوات، عشنا منذ 2011 حتى 2013 كابوسا جثم على صدورنا، وخوفا سكن بين ضلوعنا. لم نكن نملك حينها رفاهية الحلم، وكان السؤال الذى يتردد صداه، أين المفر، وكيف الخلاص، كيف ننجو بوطننا من براثن الفوضى والضياع؟ كان اليأس مثل طائر أسود فارد جناحيه، كطائر النهضة المزعوم الذى أطلقته جماعة الإخوان الإرهابية ينعق بالخراب فى سماء الوطن. كان الحلم مستحيلا، كيف نحلم بحياة كريمة فى وطن يضيع من بين أيدينا، صرنا غرباء فى وطننا، تتربص بنا ذئاب الجماعة الإرهابية وأعوانها الدوائر، يتحينون الفرصة للانقضاض على المصريين. من أين لنا رفاهية التفكير فى مشروعات أو خدمات والمستقبل مظلم، والوطن على وشك السقوط والضياع. كل ما حولنا يبعث على اليأس، لا مفر، وغربان الجماعة الإرهابية ينعقون «يا نحكمكم يا نقتلكم»، هذا هو الخيار الذى رفعوه فى وجوهنا. مليشيات مسلحة ترتع فى الميادين وتصلب وتسحل وتقتل المخالفين، لا صوت يعلو فوق صوت الخراب، ولا مكان فى الوطن سوى لأنصار الجماعة الإرهابية. غلقت الأبواب وسدت المنافذ، وكادت رئة الوطن أن تتوقف عن التنفس، بعد أن تلوث الهواء بالأنفاس الكريهة لجماعات القتل والتخريب. كل ما كنا نحلم به وقتها كيف نستيقظ من هذا الكابوس، كل ما كنا نفكر فيه أن يعود الوطن وليس مهما بعد ذلك شيء. الخوف ملأ النفوس، وشبح الرعب سكن البيوت، لم يكن المصرى آمنًا حتى إذا أغلق عليه بابه، التكفير يلاحقه أينما حل أو ارتحل، والتهديد بالقتل مصيره إذا تنفس أو نطق. اتشح الوطن بالسواد، كالأيام السوداء التى عشناها رعبًا وهلعًا، أدركنا جميعا أن الخطر داهم والخطب شديد، وأن استمرار الجماعة الإرهابية فى الحكم يعنى سقوط الوطن وضياعه إلى الأبد. حينها كان حلمنا فقط بقاء الوطن، ندعو اللهم احفظ بلدنا وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن، فالخطب عظيم، والبلاء شديد، لا صوت يعلو فوق أصوات التهديد بالحرق والقتل والتخريب. خرج الملايين إلى الشوارع يعلنون رفض حكم الجماعة الإرهابية، وتغيير هوية الوطن وسرقته، فطن المصريون أن هذه الجماعة الفاشية لا تعرف قيمة مصر، وأنها حتما ستورد الوطن موارد التهلكة، وستفتح بابًا للحرب الأهلية لن يسد، هتف الملايين فى الميادين المصرية بطول البلاد وعرضها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب «يسقط يسقط حكم المرشد». اشتعلت الميادين بالجماهير الهادرة، وكانت مليشيات جماعة الإخوان الإرهابية تعمل القتل والضرب والتعذيب، لم تقبل الجماعة الإرهابية بإرادة المصريين، ولم تسمع لنداء الشعب، وكأنهم صم بكم عمي. وقتها كنا نبحث عن الأمل، عن منقذ ونتساءل من ينقذ الوطن، وجاء البطل وكان على العهد، حمل روحه على كفه، كان همه إنقاذ الوطن وحماية الشعب، منذ اللحظة الأولى كانت رسالة البطل المنقذ عبد الفتاح السيسى واضحة قاطعة تنفيذ إرادة الشعب وحماية مقدرات الوطن. لبى البطل نداء الملايين «انزل يا سيسى» لم يتأخر، ولم يهادن أويقايض على مصلحة الوطن. تحمل البطل الصعاب، وواجه بشجاعة وقوة، ونفذ إرادة الشعب، ولم يأبه لتهديدات قيادات جماعة القتل والتخريب، وقف لهم البطل بالمرصاد، وكان القرار القوى تنفيذ إرادة الشعب وتطهير الوطن من جماعة الإرهاب والخيانة. حكاية يجب أن تروى فى كل لحظة، وأن تبقى تفاصيلها كاملة حاضرة أمام أعيننا حتى لا ننسى. أتتذكر؟! لم يكن الأمر منذ زمن، بل كأنه البارحة، ولكنك أنت من تتعمد النسيان، رغم أن النسيان خطيئة كبرى، قد تخرجك من وطنك، أن نسيت وكررت خطأك، وأعدت الكرة من جديد، وآمنت للجماعة الإرهابية مرة أخرى، واستمعت لغى شياطينهم، وسرت وراء وساوسهم. لا يزال الشيطان الإخوانى يمرح بين صفوفنا، ينفذ من تحت أقدامنا، يروج شائعاته، ينفث سمومه، يغوى بعضنا، يسير بيننا بالكذب، يشيع الإحباط، يتلبس الآن ثوب المصريين وهو ليس منهم، يستغل بعض الأزمات وينفخ فيها حتى يسود عيشتك، وينغص عليك استقرارك فى وطنك. انتبه جيدا الشيطان الإخوانى لا يريد بك خيرا، بل هدفه أن يوردك المهالك، يخرجك من وطنك، يجعلك تكفر به، عقيدته تدمير الوطن، وتخريبه. واجب عليك ألا تنسى كان أقصى أحلامك أن تتخلص من كابوس الجماعة الإرهابية، أن تحافظ على وطنك، أن تعيش آمنا مستقرا. أنت الآن فى رحاب وطنك تحلم بالمستقبل، ترى بعينيك ما تحقق فى الحاضر من مشروعات عملاقة فى كل القطاعات والمجالات، أنت الآن تمتلك رفاهية الحلم بمستقبل أفضل. من حقك أن تحلم، ومن حقك أن تنتقد، ولكن عليك أن تعرف أن ما تحقق خلال السنوات العشر الماضية من إنجازات ما كانت ليتحقق فى مئات السنين، وواجب عليك أن تحافظ عليه. يكفى أن وطنك عاد إليك، كن منصفا، وانظر بعين الإنصاف لما تحقق، الأمر لا يحتاج إلى جهد، أينما كنت ستجد حولك إنجازا كبيرا أو مشروعا ضخما، حتما استفدت مما تحقق طوال العشر سنوات الماضية. نعم من حقنا الآن أن نحلم، صار الحلم مشروعا فى رحاب الجمهورية الجديدة التى تخطت الصعاب، واستطاعت أن تحول المستحيل حقيقة. السنوات الماضية أثبتت أن المستحيل لم يعد فى القاموس المصري، والتجربة المصرية كانت حافلة الإنجازات التى تحققت، منذ عام 2014، ورغم حرب الإرهاب الشرسة التى خاضتها مصر، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمام أن تبدأ مصر طريقها نحو البناء وتحقيق التنمية الشاملة. ما فعلته مصر يستحق التوقف أمامه طويلا كيف لبلد يواجه إرهابا شرسا أن يبنى ويعمر، ويصنع الحاضر ويخطط للمستقبل، ولكن لا عجب فهذا هو الطريق الذى اختاره البطل القائد عبد الفتاح السيسي، نحارب الإرهاب وننتصر عليه ونبنى بلدنا. لم تقف الأزمات العالمية التى توالت حائلا أمام تقدم الدولة المصرية فى مشروعها من أجل المستقبل، ورغم أن دولا كثيرة واقتصادها قوى تأثرت كثيرا بهذه الأزمات خاصة أزمة كورونا، إلا أن مصر استطاعت الصمود وعبور الأزمة. وتكرر الأمر فى الأزمة الروسية الأوكرانية، ومضت مصر فى طريقها الذى اختارته من أجل بناء المستقبل، لم نكن نملك رفاهية التوقف أو التعطل، كل ثانية فى عمر بناء الأوطان لها قيمتها. تحملت مصر الكثير، وبفضل ما تم من مشروعات عملاقة، تمكنت من عبور الأزمات، ولولا خطة الإصلاح الاقتصادى القوية التى تم تنفيذها ما استطاعت تجاوز المرحلة الصعبة التى مرت بها. فى الوقت نفسه نفذت الدولة المصرية أكبر شبكة للحماية الاجتماعية، نموذج متفرد قدمته مصر إلى العالم، دعمت الدولة بكل قوة الفئات الأكثر احتياجا من محدودى الدخل، كانت بجانبهم سندا قويا. وانطلقت المبادرات الرئاسية العملاقة التى تضمن تغيير وجه الحياة للمواطنين فى أنحاء مصر، وعلى رأسها المبادرة العملاقة، مبادرة القرن «حياة كريمة» التى كفلت تحسين نوعية الحياة لما يقرب من 60 مليون مصرى. هذا غير ملحمة القضاء على المناطق الخطرة وغير الآمنة، وتنفيذ برامج الإسكان المتنوعة التى تضمن سكنا كريما لكل المواطنين، فى كل مشروع جديد تنفذه الدولة كانت عينها دائما على الطبقات الاجتماعية محدودة الدخل. مصر أصبحت رائدة فى كثير من المجالات الآن، وتنفذ خطة طموحة لتوطين الصناعات المختلفة، فى جميع القطاعات. وإذا أردت المزيد فانظر إلى ثقل مصر الدولى الآن، كيف عادت مصر إلى مكانتها العالمية، وأصبحت صوتا مسموعا قويا. المؤكد أن مصر تسير بثبات وثقة نحو المستقبل، فى رحاب الجمهورية الجديدة جميع الأحلام ممكنة، ولا يزال هناك الكثير من الأحلام التى ستتحقق، كما تحقق غيرها بفضل الإرادة الصادقة لقائد انحاز إلى الوطن وإرادة مواطنيه، واختار العمل الجاد والدؤوب من أجل رفعة مصر ووضعها فى المكانة التى تليق بها عالميا.