تشهد أستراليا تفشياً واسعاً لمرض السعال الديكي، حيث سجلت نحو 2799 حالة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024.

والسعال الديكي أو الشاهوق؛ مرضٌ شديد العدوى يُصيب الجهاز التنفسي، حيث يمكن تمييز المرض، عند معظم الأشخاص، بالسعال السطحي المتقطع الحاد الذي يعقبه صوت شهيق عالي النبرة يبدو مثل "صياح الديك."

ويحدث المرض، بسبب نوع من البكتريا تُسمى "بورديتيلية" السعال الديكي، وعندما يسعل الشخص المُصاب أو يعطس، فإن الرذاذ الحامل للجراثيم الدقيقة ينتشر في الهواء ويدخل إلى رئة أي شخص كان صدفة بالقرب من المريض.

ويُطلق على المرض أحياناً اسم "سعال الـ 100 يوم"، حيث يمكن أن يستمر لمدة تتراوح بين 6 أسابيع و12 أسبوعا.

في الماضي، وقبل اكتشاف لقاح للمرض، كان السعال الديكي يعتبر من أمراض مرحلة الطفولة، أما الآن فإن السعال الديكي يُصيب بشكل أساسي الأطفال الأصغر، وكذلك المراهقين والبالغين ممن ضعفت مناعتهم.

وعلى الرغم من ندرة حالات الوفاة المرتبطة بالسعال الديكي ولكنها أكثر حدوثاً بين الأطفال الرُضع، لذلك من المهم تطعيم النساء الحوامل -وغيرهم من الأشخاص ممن سيكونون على اتصال وثيق بالرضيع- ضد السعال الديكي.

 أعراض السعال الديكي

وعند إصابة الأشخاص بالسعال الديكي، يستغرق ظهور العلامات والأعراض مدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام، على الرغم من أنها قد تستغرق فترة أطول من ذلك في بعض الأحيان.

وفي المعتاد، تكون الأعراض طفيفة في البداية وتشبه تلك الخاصة بالزكام، حيث تشمل:(أنف مرتشحة، احتقان بالأنف، عيون حمراء دامعة، الحمى، سعال).

وبعد أسبوع أو اثنين، تزداد العلامات والأعراض سوءًا، حيث يتراكم المخاط السميك داخل المجاري الهوائية متسببًا في كحة لا يمكن السيطرة عليها يمكن لنوبات الكحة الشديدة والمستمرة لفترة طويلة أن تؤدي إلى:(تثير القئ، احمرار أو ازرقاق الوجه، تتسبب في إرهاق شديد، تنتهي بصوت "شهقة" مرتفع الطبقة أثناء نفس الهواء التالي).

ويعد السُعال الجاف المستمر في بعض الأحيان العلامة الوحيدة التي تشير إلى معاناة مراهق أو بالغ السعال الديكي.

وقد لا يُسعل الأطفال مطلقاً، وبدلاً من ذلك، قد يعانوا صعوبة في التنفس، أو قد يتوقفون عن التنفس بشكل مؤقت.

 هل يوجد علاج؟ 

وتُستخدم المضادات الحيوية لعلاج السعال الديكي، ولكنها تكون أكثر فعالية عندما تُعطى خلال المراحل الأولى من المرض.

ويوصى بإعطاء الأطفال 6 جرعات من لقاح السعال الديكي بين عمر شهرين و13 عاما تقريباً.

وهناك حاجة إلى تتبع أكبر لسلالات السعال الديكي، كما الحال مع فيروس كورونا، لتوجيه تطوير اللقاحات والعلاجات المستقبلية.

وعلى الرغم من تطور البكتيريا، إلا أن اللقاحات الحالية لا تزال فعالة جدا في الوقاية من الأمراض الخطيرة والحد من انتقال العدوى.

 الأوضاع في أستراليا

وتواجه أستراليا تفشي السعال الديكي مع تسجيل نحو 2799 حالة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، بحسب أحدث التقارير.

وشهدت كوينزلاند ونيو ساوث ويلز أعلى مستويات لتفشي المرض، بأكثر من ألف حالة في كل ولاية.

وأفاد التقرير، أن آخر مرة سجلت فيها كوينزلاند أكثر من ألف حالة في 3 أشهر فقط، كانت في الربع الأول من عام 2013، أي في نهاية تفشي المرض الكبير الذي استمر من عام 2008 حتى عام 2012، في أكبر تفشي تم الإبلاغ عنه في أستراليا منذ إدخال لقاحات السعال الديكي على نطاق واسع في الخمسينيات من القرن الماضي.

وحدث تفشي أصغر للسعال الديكي بين عامي 2014 و2017، مع أكثر من 60 ألف حالة في هذه السنوات.