حظى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه فالأرض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة وسبل تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرًا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني، من آمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضًا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه دائمًا.
ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم لعام 1445 هجرية، يوميًا، سيرة أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائمًا لنصر دين الحق، ولمؤازرته وتشديد عضده.
ونقدم في اليوم السابع والعشرون من رمضان 1445 هـ، ملامح من رحلة الصحابي «سلمان الفارسي».
الصحابي الجليل « سلمان الفارسي»، كان من االفقراء والعبيد قبل الإسلام.
بدأت قصة إسلامم سلمان الفارسي عندما قدم رجل من بني قريظة وادي القرى، فابتاعه، فخرج به إلى المدينة المنورة، حتى نزل رسول الله ﷺ في قباء، وحينما كان يعمل، جاءه شخص فقال: «يا فلان، قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي»، ونزل لمولاه ليستفسر وقال: «ما هذا الخبر؟» فرفع مولاه يداه فلكمه بشدة وقال: «ما لك ولهذا، أقبل على عملك» فقال: «لا شيء، إنما سمعت خبرًا فأحببت أن أعلمه»، فلما حل المساء، وكان لدى سلمان بعض من الطعام، فحمله وذهبه به إلى رسول الله ﷺ وهو بقباء، فقال له: «بلغني أنك رجل صالح، وأن معك أصحابًا لك غرباء، وقد كان عندي شيء من الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد، فهاك هذا، فكل منه».
فأمسك، وقال لأصحابه: «كلوا» فقال في نفسه: «هذه خلة مما وصف لي صاحبي».
ثم عاد من جديد، وعاد رسول الله إلى المدينة، فجمعت شيئًا كان عندي ثم جئته به، فقلت: «إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية». فأكل رسول الله ﷺ وأكل أصحابه، فاستدار لينظر إلى ظهر رسول الله فرأى الخاتم الذي وصف.
فلما رآه الرسول عرف أنه يريد التأكد من خاتم النبوة، فألقى رداءه عن ظهره، فنظر سلمان إلى الخاتم فعرفه، فانكب عليه يقبله ويبكي فقال له رسول الله: «تحول».
شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله ﷺ غزوة بدر وأحد، ولكي يتم عتقه من صاحبه، اجتمع رسول الله مع الصحابة ومع سلمان وساعدو بعضهم بعضا حتى يستطيعون توفير المبلغ المراد لعتقه وبالفعل أعتق، وشهد مع رسول الله ﷺ الخندق حُرًّا، وكان هو من عرض فكرة حفر الخندق على رسول الله، حيث كان الفرس يقيمون الخنادق للدفاع عنهم في الحروب، وتوفي في المدائن.