الخميس 21 نوفمبر 2024

المصور

محامون وغرامات.. من أين يدفع ترامب كل هذا؟

  • 7-4-2024 | 00:44

صورة أرشيفية

طباعة
  • تقرير: يمنى الحديدى
قضايا ومحاكم وتعويضات وغرامات، هكذا يقضى الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب وقته منذ أن ترك منصبه فى عام 2021، وبجانب هذا الوقت ينفق ترامب مبالغ مالية ضخمة سواء للمحامين أوخصومه، وفى كل مرة يُخرج فيها ترامب مبلغًا معينًا يأمل أن تكون هذه المرة هى الأخيرة، لكن سرعان ما تظهر له قضية أخرى ومبلغ مالى قد يكون أكبر من المبلغ السابق. وفقا لمراجعة للسجلات الفيدرالية قامت بها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وجدت أن ترامب أنفق أكثر من 100 مليون دولار منذ أن ترك منصبه فى 2021، على المحامين والتكاليف الأخرى المتعلقة بمختلف التحقيقات ولوائح الاتهام، وحتى المحاكمات الجنائية المقبلة. هذا الرقم يعنى أن متوسط ما يدفعه ترامب فى اليوم على مدار ثلاث سنوات بلغ حوالى 90 ألف دولار يوميا، لكن الجدير بالذكر أن ترامب حتى هذه اللحظة لم يسدد كل تلك المبالغ من ماله الخاص، حيث اعتمد بشكل كامل تقريبا على أموال التبرعات التى جُمعت لحملته الانتخابية فى محاولة لتغيير نتائج انتخابات 2020، حيث استطاع ترامب جمع مبلغ 254,1 مليون دولار أونلاين (عن طريق الإنترنت) فى الفترة من نوفمبر 2020 حتى يوم تنصيب جوبايدن فى يناير 2021، وذلك فى محاولات لإعادة الانتخابات وتغيير النتائج. وبالفعل تم جمع الأموال بسرعة كبيرة، وقام ترامب بعمل لجنة سياسية جديدة تحت اسم “أنقذوا أمريكا” لتخزين الأموال وتحديد جهات إنفاقها، ومع ذلك تم تخصيص جزء صغير فقط من الأموال لعمليات إعادة فرز الأصوات، والأمور القانونية الأخرى، وذهب جزء أيضا من هذا المبلغ إلى محامى السيد ترامب أثناء دفاعه عنه فى محاولة عزله الثانية أمام الكونجرس والمتعلقة بأعمال الشغب فى مبنى الكابيتول فى السادس من يناير، ووصلت قيمة ما تم إنفاقه فى هذه المرحلة إلى 15.6 مليون دولار. وعلى مدار العام وبعد تنصيب منافسه بايدن، بدأ ترامب باستخدام هذه الأموال لتمويل أعماله السياسية بعد الرئاسة، وكذلك على فريقه القانونى المنتشر عبر الولايات، وفى فبراير أعاد تسمية لجنة 2020 التى كانت مسئولة عن حملته الانتخابية، وأطلق عليها لجنة “ماجا”، وهى اختصار لشعار ترامب “لنجعل أمريكا عظيمة من جديد”، وهكذا أصبح لدى ترامب لجنتان رئيسيتان مسئولتان عن أعماله السياسية وجمع التبرعات.وبنهاية عام 2021 استطاعت لجنة “أنقذوا أمريكا” جمع المزيد من التبرعات وصلت لـ105 ملايين دولار، وتم إنفاق نحو 10.9 مليون دولار فى النفقات القانونية. واستمرت لجنتا”ماجا”و”أنقذوا أمريكا” للعام التالى على التوالى فى الإنفاق على مستحقات ترامب القانونية، والنفقات ذات الصلة، حيث وُجهت لترامب عدة تهم، كان على رأسها جلسات استماع أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، والوثائق التى وُجدت مخزنة ومخفية عند ترامب فى منتجعه مار إيه لاجو، وأنفق ترامب حوالى 27.2 مليون دولار على التكاليف القانونية لهذا العام. وأثناء هذا العام وبعد إعلان ترامب نيته للترشح للرئاسة، لم تتمكن لجنة العمل السياسى الخاصة به من تمويل حملته الانتخابية بشكل مباشر، لذا قامت لجنة “أنقذوا أمريكا” بتحويل 60 مليون دولار إلى لجنة العمل السياسى الخاصة بترامب والتى أنشأها تحت اسم “سوبر ماجا”. أما “أنقذوا أمريكا” فبدأت 2023 بمبلغ 18.3 مليون دولار، لكن فى المقابل ارتفعت نفقات ترامب القانونية وتم توجيه الاتهام له لأول مرة فى مارس، وتبع ذلك ثلاث لوائح اتهام أخرى، وأنفق ترامب حينها حوالى 60 مليون دولار على التكاليف القانونية والمتعلقة بالتحقيق بما فى ذلك مصاريف محاميه، وجمع الوثائق والخبراء فى قضية الاحتيال المدنى التى رفعها ترامب فى نيويورك. وفى ظل ازدياد عدد قضاياه والتكاليف القانونية، حاول ترامب زيادة مصادر التمويل للجنة “أنقذوا أمريكا” التى أصبحت متخصصة فى تغطية نفقاته القانونية. فى البداية ومنذ أوائل العام الماضى ذهب سنت واحدمن كل دولار تم جمعه أونلاين لصالح لجنة “أنقذوا أمريكا”، لكن مع نقص الأموال النقدية لدى هذه المنظمة لدفع أجور المحامين، قام بزيادة هذه النسبة لعشرة فى المائة من كل دولار. لكن هذا لم يكن كافيًا، فبحلول يونيو 2023 كان لدى “أنقذوا أمريكا” أقل من 4 ملايين دولار سيولة نقدية، فاضطر إلى استرداد مبلغ 60 مليون دولار من لجنة العمل السياسى العليا الخاصة به - سوبر ماجا -، والتى كان قد قدمها لها منذ أشهر، لتتمكن “أنقذوا أمريكا” من استمرار الدفع للمحامين. وبنهاية عام 2023 تم استرداد أكثر من 42 مليون دولار أخرى من لجنة العمل السياسى الخاصة به لصالح منظمة “أنقذوا أمريكا”. وفى عام 2024 استمرت هذه النفقات بالازدياد مع اقتراب محاكمته الأولى المتعلقة بدفع أموال رشوة لنجمة إباحية فى 2016، وأنفق مالايقل عن 9.7 مليون دولار فى يناير وفبراير. الجدير بالذكر أن ما أنفقه ترامب على النفقات القانونية والذى تجاوز 100 مليون دولار، لم يتم تمويل أى منها من حسابات حملة ترامب لانتخابات عام 2024، لكن تم تمويلها عن طريق حملة “أنقذوا أمريكا” من خلال التبرعات، وكانت القواعد الفيدرالية سمحت باستخدام التبرعات لدفع أتعاب محاميه الشخصيين. وبسبب زيادة التكاليف اضطرت “سوبر ماجا” لرد مبلغ إضافى قدره 10 ملايين دولار فى يناير وفبراير، ولم يتبقَ الآن سوى 7.75 مليون دولار فقط يحق لمنظمة “أنقذوا أمريكا” استردادها، وبنهاية فبراير كانت لدى “أنقذوا أمريكا” مبلغ 4 ملايين دولار فقط، وهومبلغ ضئيل جدا مقارنة بما يحتاجه ترامب فى قضاياه. من جانبه قال فريق ترامب القانونىإن اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى لن تدفع فواتيره القانونية، لكن اتفاقية ترامب المشتركة لجمع الأموال مع الحزب، ستوجه جزءا من التبرعات إلى “أنقذوا أمريكا” قبل الحزب نفسه. لكن مع ذلك، من المرجح أن حساب “أنقذوا أمريكا الذى يدفع فواتير ترامب القانونية لن تتبقى فيه أموال بحلول الصيف اذا استمرت وتيرة الإنفاق هكذا.وبات أمام ترامب خياران،إما دفع هذه التكاليف والتعويضات من حسابه الشخصى، أوإيجاد طرق أخرى لتمويلها، وتزداد هذه المعضلة بالتزام ترامب بتقديم سندات بما يساوى 175 مليون دولار فى غضون الأسبوع القادم، بعد أن نجح فى وقف مؤقت للحكم الذى صدر فى قضية الاحتيال المدنى الخاصة به بقيمة 454 مليون دولار، كان على ترامب أن يسددها أو تتم مصادرة أمواله. وصرح ترامب مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعى بأنه قد يضطر لبيع أصول بأسعار منخفضة لدفع هذه السندات فى خطوة أولى تعد بداية الإنفاق الشخصى لترامب على قضاياه.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة