ستة أشهر مرت على بدء عملية طوفان الأقصى، وما تلاها من عدوان إسرائيلي غاشم على القطاع، سجل أبشع مشاهد العصر الحديث، ارتكبت فيه إسرائيل ما لايرتكب وفعلت ما لايفعل، حيث بات ما يزيد عن مليوني شخص ضحايا بشكل مباشر أو غير مباشر للعدوان.

الحرب على غزة 

في اليوم الـ 184 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، 4 مجازر راح ضحيتها 38 شهيداً، إلى جانب إصابة 71 آخرين.

وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر، إلى 33.175 شهيداً، فضلاً عن إصابة ما يزيد 75.886 آخرين.

وتؤكد وزارة الصحة بغزة، على أنه لازال عدد كبير من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

من ناحية أخرى، أعلنت هيئة شؤون الاسرى ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم، استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) داخل مستشفى "آساف هروفيه" من مدينة باقة الغربية بأراضي الـ48 الذي أمضى بمعتقلات الإحتلال 39 عاماً، جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمد القتل البطيئ التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.

وكانت محكمة الاحتلال، رفضت أغسطس الماضي، الإفراج المبكر عن الأسير المريض "دقة"، ووقتها أكدت عائلته وحملة الإفراج عنه أنها ستستأنف على قرار عدم الإفراج المبكر للمحكمة المركزية.

التطورات الميدانية

وفي تطور ميداني لافت، سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي كل القوات البرية من جنوب قطاع غزة ما عدا كتيبة واحدة. 

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن إسرائيل سحبت الليلة الماضية جميع الوحدات التابعة للفرقة 98 بألويتها الثلاثة من منطقة خان يونس بعد قتال دام 4 أشهر، ولم يتبق في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم، وهو الممر الذي أقامه جيش الاحتلال لقطع الشمال عن الجنوب بهدف منع سكان غزة من العودة إلى شمال القطاع.

فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، إن انسحاب الفرقة 98 من خان يونس يأتي في إطار الاستعدادات لعملية في رفح.

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن انسحاب القوات من خان يونس جاء بعدما "لم تعد حماس تنظيما عسكرياً، وضمن التحضير لمهمة رفح".

بدوره، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي:"ندفع ثمناً باهظاً في الحرب وفقدنا جنوداً وقادة كثيرين"، قبل أن يضيف "نواصل الطريق نحو الانتصار ولم نغادر قطاع غزة بالكامل".

وأرف هاليفي، أن "الحرب ستكون طويلة، وأهدافها لم تتحقق كاملة بعد"، نافياً تلقي "أي إملاءات دولية بخصوص العمليات الجارية".

وتابع:"الجيش لن يبقي ألوية لحركة حماس في غزة، وسيقرر التعامل معها في الوقت المناسب".

في المقابل، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن الاحتلال دخل معظم مناطق قطاع غزة، ودمرها بشكل كامل ويتغنى بأنه نجح في تفكيك كتائب حماس.

وتابعت القسام:"في كل مرة كان يعود فيها جيش الاحتلال لمناطق يفترض أنه لن يجد فيها مقاومة، كان يتفاجأ بمقاومة عنيفة ونوعية".

وأكدت، أن الاحتلال كان يضطر لإنهاء عملياته حتى قبل إنجاز أهدافها، ومن أمثلة ذلك ما حدث في الجوازات ومستشفى الشفاء وخان يونس.

في حين، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاتليها قصفوا منطقة أشكول ومستوطنات بغلاف غزة برشقة صاروخية.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، قد أكدت أن 5 صواريخ أطلقت من القطاع باتجاه غلاف غزة، مضيفة أن القبة الحديدية اعترضت عدداً منها.