الثلاثاء 30 ابريل 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر| «الحافة» أعرق مقاهي مدينة ضنجة بالمغرب (29-30)

مقهى الحافة

ثقافة8-4-2024 | 11:42

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافية هامة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

يعتبر مقهى الحافة من أعرق المقاهي التي لها تاريخ كبير بمدينة طنجة في المملكة المغربية، حيث تأسس عام 1921م، على يد "با محمد" بعد أن مكان مهجور يقطن فيه المشردون والسكيرين، ويقع بمكان مميز فوق منحدر مشرف على خليج طنجة، فوق مضيق جبل طارق.

يتميز المقهى بكراسيه البلاستيكية وطاولاته بتصميم زليجي وجدرانه الزرقاء وأشجاره التي تنمو عشوائية هم من أهم أسباب نجاحه وشهرته، ويجلس عليه عشرات الزوار أمام البحر ويستمتعون بصوت النوارس، والإطلالة المغربية على الأراضي الإسبانية، إذ يُعد هذا الفاصل المائي أقرب نقطة بين أفريقيا وأوروبا.

يأتي إلى المقهى سياح من جميع أنحاء العالم لزيارته، لما يتمتع به بشهرة بسبب موقعه الساحر، وسبق أن كان قبلة للعديد من الروائيين والكتاب الذين كانوا يبحثون عن الصفاء من أجل الإبداع والكتابة.

ارتاد المقهى الكاتب والمترجم الأميركي الشهير بول بولز، الذي سحر بجمال المقهى وموقعه فاختار أن يجلس هناك دائمًا وأن يقيم في هذه المدينة دائمًا، ومن أشهر السيلسيين الذين جلسوا فيه على مدار تاريخه، تشرشل أشهر رئيس للوزراء في تاريخ بريطانيا، وكوفي عنان الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وكان يجلس عليه الروائي المغربي الشهير محمد شكري حيث سطر هناك روايته الأشهر "الخبز الحافي" واجتمعت في هذا المقهى ذكرياته مع مدينة طنجة، وكان يُجالس عليه شكري الشاعر والروائي المغربي الشهير الطاهر بن جلون الحاصل على جائزة غونكور الفرنسية عن روايته "ليلة القدر".

 

Dr.Randa
Dr.Radwa