نُشرت أعمال القاص والناقد فرج مجاهد في العديد من الدوريات المصرية والعربية، وفاز بأكثر من جائزة في القصة من هيئة قصور الثقافة، وهو نائب رئيس تحرير مجلة القصة التي يصدرها نادي القصة بمصر، كما رأس تحرير مجلة ترانيم، ومجلة (أفنان) وسلسلة (كتاب أفنان)، صدرت له مجموعات قصصية عدة منها "هذا العبث"، و"أحلام عاجزة"، و"ألوان الوجع"، وصدر له في النقد الأدبي "السرد في جزيرة الورد"، و"قراءات ورؤى في السرد التونسي المعاصر"، وله دراسات كثيرة منها "محمد يوسف.. الفقراء اخواتي" عن هيئة قصور الثقافة، و"رحيق الكلمة"، كما صدر له في أدب الطفل "ذكاء ابن الملك" عن المركز القومي لثقافة الطفل.
وحول رمضان وعوالمه الخاصة بالنسبة إليه يقول الروائي فرج مجاهد لـ "بوابة دار الهلال": "شهر رمضان ينزل ضيفًا محبوبًا ينتظره عامة المسلمين، وحين يُقبل يقابل بشتى مظاهر المحبة والابتهاج، وحين تمر أيامه سريعًا فنودّعه حين الرحيل بدموع الحسرة والإلتياع، ولرمضان مكانة خاصة في النفوس، فهو سيد الشهور، وفيه ليلة خير من ألف شهر وللشهر أيضًا مكانته في حياة المصريين فله طقوس خاصة عند المصريين وأكلات خاصة وعادات خاصة أيضًا، كما أن شهر رمضان له ثمرات خاصة به، ومن الثمرات ما يشعر به العبد من قرب ربه منه فإذا به يكثر من دعاء ربه".
ويستدعي مجاهد ذكريات صباه في رمضان يقول: "أذكر ونحن في سنوات الصبا الأولى نتجمع نحن الأصدقاء والزملاء في فترة العصر ونرتب لدورة رمضانية لكرة القدم بين الأحياء السكنية تنتهي مع آذان المغرب وصوت الشيخ محمد رفعت، رحمة الله عليه، ومن بعده ينطلق صوت الشيخ النقشبندي في الأدعية والابتهالات الدينية ثم مسلسلات فؤاد المهندس وشويكار ومسلسلات إذاعة الشرق الأوسط على وجه الخصوص التي تم عملها عن روايات أدبية لكتاب كبار، وإذا قامت الأم بعمل كنافة أو قطايف أو قمر الدين أو غيرها، فلا بد من أذهب بطبق للجيران وبالطبع أعود بالطبق وبه ما عند الجيران من خيرات رمضان، وهكذا تعودنا على فضائل الشهر الكريم".
ويضيف: "ثبت طبيًا أن السكر والماء هما أول ما يحتاج إليه الجسم عن الإفطار، لأن نقص السكر في الجسم ينتج عنه أحيانًا اضطراب في الأعصاب، وأن نقص الماء يؤدي إلى إنهاك الجسم وهزاله، ومن هنا يتبين لنا مدلول السنة النبوية الكريمة بالإفطار على التمر والماء، وهما أول ما يفطر عليه الصائم، بعدها نذهب إلى المسجد مع أخي الكبير أو الوالد رحمه الله لأداء صلاة العشاء والتراويح، ثم يأتي دور الفوانيس وكنت أصمم على فانوس جديد، حتى وإن كان فانوس العام الماضي بحالة جيدة وكان الفانوس أيامنا يضيء بالشمع، وكل عام تخرج أشكال جديدة من الفوانيس زجاجية أو خشبية أو بلاستيكية".
ويواصل: "عندما كبرت حاولت أن أبحث عن تاريخ الشهر الكريم وما يتعلق به من معلومات ووقائع، فعرفت أن أول رمضان صامه المسلمون في التاريخ كان يوم الأحد 1 رمضان في العام الثاني الهجري الموافق 26 فبراير عام 624 م. وقد فُرض صيام شهر رمضان في شهر شعبان عام 2 هـ.
وحول الطقوس الخاصة لمجاهد هذا الشهر يقول: "أحرص على قراءة جزء من القرآن الكريم كل يوم، وغالبًا يكون بعد صلاة الفجر، وهو وقت هدوء جميل، فيه نسمات الصباح الباكر الرقيقة المنعشة، وبعدها يمكن أن أستريح قليلًا لأقوم لتأدية أعمالي الخاصة حتى بعد صلاة الظهر، فأنا مرتبط بالمسجد المجاور للبيت خاصة في هذا الشهر الكريم، وبعد صلاة الظهر وراحة قصيرة أدخل للمكتبة الخاصة بي، وأظل بها حتى آذان المغرب للقراءة والكتابة، وأذكر أنني في شهر رمضان أنجزت كتابي "غواية شهر زاد" وبدأت في كتابة كتاب "السرد والمدى الممتد"، ويمكن أيضًا أن أعود للمكتبة ليلًا بعد صلاة التراويح إن كنت غير مرتبط بأي طقوس عائلية أو ارتباطات شخصية لأستكمل عملي من قراءة أو كتابة".
ويلفت إلى أن أحسن ما قيل في التهنئة بقدوم شهر رمضان: "نلت في ذات الصيام ما ترتجيه.. ووقاك الله ما تتقيه". ويتابع: "بالفعل هو شهر كريم وعظيم، فالمناسبات الكبرى التي نعتز بها فيه كثيرة، ففي عام 92هـ فتح الأندلس على يد طارق بن زياد، وفي عام 361هـ إتمام بناء الأزهر، وفي عام 51هـ تم فتح بيت المقدس، وفي عام 658هـ موقعة عين جالوت التي هزم فيها التتار، وفي عام 8هـ تم فتح مكة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عام 702هـ تصدى الجيش المصري لإمدادات التتار وأسر عشرة آلاف جندي منهم جنوبي مدينة دمشق، وفي عام 648هـ موقعة المنصورة وأسر لويس التاسع ملك فرنسا، وفي عام 1393هـ الموافق السادس من أكتوبر 1973م قام جيشنا الباسل بمعركة العبور العظيم لقناة السويس وسقوط خط بارليف، ولو تحدثنا عن مآثر هذا الشهر لما انتهينا، فرمضان شهر ليس كمثله شهر".